وتتعدد الروايات التي تتناول اسماء المتنافسين، وحجم التأييد في صفوف الحركة لهذا المرشح أو ذاك، وأيضا، ما يقال ويتردد عن خلافات حقيقية، وتدخلات من جانب جهات اقليمية، وتحديدا الدور القطري في التأثير على خيارات وقرارات حماس، وموقف جماعة الاخوان في مصر والاردن.
"المنــــار" ترصد في هذا التقرير الحركة الدائرة داخل صفوف حماس، وبشكل خاص التنافس على رئاسة الحركة، وما يتردد عن صراع بين قيادتي الداخل والخارج، دون تجاهل، أن ما يتضمنه التقرير قد لا يحسم حقيقة الموقف، ومدى صحة ما يتردد ، وما يطرح من عناوين، ويطلق من تصريحات رافضة أو مؤيدة.
ـ تنافس واستقطاب وتدخلات ـ
في حركة حماس تنافس شديد، وليس كما يشاع انقسام، فهناك اجنحة الداخل تدعم بعض المواقف الخاصة برئيس المكتب السياسي الحالي الذي أعلن أنه لن يترشح لرئاسة المكتب السياسي وكان يتمنى أن يقابل هذا الموقف من جانبه بضغط من صفوف الحركة لثنيه عن ذلك، والذي حدث أن الضغوط كانت جميعها من خارج الحركة، سواء من طرف الاخوان بالقاهرة، أو من طرف قطر التي تخطط لمساعدة مشعل في مواجهة قيادة الحركة الموجودة في غزة، وقطر التي تقود عملية اشعال الساحات وافسادها ترى في مشعل أكثر حنكة وقدرة على لعب الادوار التي ستفرض على حماس في المرحلة المقبلة، وأن القيادات الاخرى المنافسة له والاوفر حظا للوصول الى رئاسة المكتب السياسي للحركة كاسماعيل هنية ما زالت مبتدئة في عالم السياسة، ولا يمكن أن تخاطر حماس في هذه المرحلة الحساسة بتسليم دفة القيادة الى اشخاص من هذا النوع.
ويحاول موسى ابو مرزوق أن يعود مرة اخى الى المنصب الذي اضطر لمغادرته في السابق، الا أن فرصته ليست كبيرة، وفي ضوء موازين القوى داخل حماس، تحاول قيادة الحركة في الداخل اثبات نفسها أمام قطر، ومن أن هذه القيادة في الداخل نجحت في قيادة المشروع الاسلامي الاول، وهي قادرة على قيادة حماس في مرحلة التقلبات التي يعيشها العالم العربي.
ومن العناصر التي دخلت في هذا الصراع، أن حركة حماس في الداخل تسعى وتعمل بقوة على مساعدة الاقتصاد الغزي من خلال فتح معبر رفح أمام البضائع والمسافرين واقامة منطقة تبادل تجاري بين غزة ومصر، لكن، يبدو أن هناك بعض الشروط التي يجب على قيادة حماس في الداخل اعلان الالتزام الواضح والصريح بها قبل أن تأتي الموافقة من القاهرة، وحاول مشعل في الفترة الاخيرة كما تقول دوائر في الدوحة التقليل من خبرة قيادة حماس في غزة على قيادة كيان سياسي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأنه لا يمكن المقارنة بين حركة حماس وأطر سياسية اسلامية تسلمت مقاليد الحكم في العالم العربي، ويبدو استنادا الى هذه الدوائر أن مشعل يرغب في أن يكون الموجه العام لحماس وراسم مسارات تحركها المستقبلي حتى لو كان ذلك من وراء الستار ، كما أن مشعل يرفض ما تحاول قيادة حماس في الداخل فرضه من اجندة قائمة على اكتفاء الحركة بسيطرتها على القطاع، وتكريس هذا الفصل السياسي والجغرافي بين غزة والضفة، وهو يرى بأن على حماس في الداخل أن ترى في سيطرتها على غزة خطوة نحو الانتقال الى الضفة الغربية عبر طرق اكثر سلمية، أي من خلال انتخابات تأتي بعد أن تبدأ حماس في تطوير نموذجها القائم في قطاع غزة وخلق حالة من الانفتاح والتطور الاقتصادي يأتي بمساعدة قطر وأصدقاء حماس، لأن خلق نموذج ناجح في غزة سوف يسهل مهمة حماس في اية انتخابات مقبلة، وسيعطي صورة ايجابية عن الاسلام السياسي الحقيقي، وهو ما تبتعد وتختلف عنه ادارة حماس لشؤون قطاع غزة، كما أن على الحركة العمل وبشكل مكثف من أجل مد الخيوط نحو اوروبا وطمأنه العالم بأن حماس تتجه للانخراط الحقيقي في اللعبة الديمقراطية والسياسية، بالضبط كما حدث مع حركة الاخوان المسلمين في مصر وبلدان اخرى.