المؤتمر القادم لحركة فتح، يختلف عن المؤتمرات التي سبقته من حيث أجواء الانعقاد والظروف المحيطة، وعمليات رسم المعادلات وتأثيراتها على الساحة الفلسطينية وكذلك الصراعات الحزبية، والتنافس بين الحركات المؤثرة في صنع الأحداث، دون تجاهل وجود نقاشات غير ظاهرة تتعلق بالنظام السياسي الفلسطيني، وتدخلات قوى في الاقليم والساحة الدولية.
واستعدادا لعقد مؤتمر حركة فتح العام، هناك مشاورات واصطفافات وتحركات انتخابية، ومحاور آخذة في التشكل، مع تغييرات مستمرة في عضويتها، بحثا عن الاسلم وفرص النجاح الأفضل، هذا هو الحال داخل حركة فتح الان، عشية انعقاد مؤتمرها العام، والمصالحات الداخلية لم تتوقف، والاسترضاءات سيدة الموقف، في تنافس انتخابي يشتد يوما بعد يوم.
(المنــار) حصلت على تفاصيل التحركات الاصطفافية، ومعالم عضوية المركزية القادمة، والوجوه التي يدفع بها لتصدر القيادة العليا للحركة، وعوامل التأثير ومحددات النجاح، مرسومة تماما، وبالتالي، المفاجآت ستكون كبيرة.
قيادات في فتح أكدت لـ (المنــار) أن أعضاء المركزية القادمة، وغالبيتها على الاقل ستكون من الوجوه الجديدة، وهي تتحرك بنشاط كبير وتمت استشارتها من جانب قيادات مؤثرة، وطلب منها الاستعداد للمرحلة القادمة، مرحلة تتطلب وجوه جديدة، ومغادرة الوجوه القديمة الى حيث الدول التي ترتاح العيش فيها، ولمن لا يرغب في البقاء داخل الوطن.
وكثيرة هي الوجوه الراغبة في الترشح لعضوية مؤسسات الحركة، لكن، فرص الفوز بغالبيتها غير مضمونة أو متوفرة، رغم تشكل المحاور والاصطفافات، وهناك، من يرى ويقول أن ملامح قيادات اللجنة المركزية القادمة، باتت شبه واضحة، لذلك، لا داعي لخوض المعركة الانتخابية، وكل الوجوه الساعية للترشح تؤكد أن لرئيس الحركة تأثير كبير في مثل هذه المعارك الانتخابية، مما يدفع المترشحين الى التقرب منه آملا في الرضى والاسناد، ويبقى الجميع ينتظر تحديد موعد نهائي لعقد المؤتمر، وهل سينتخب أعضاء المركزية من المؤتمر أو من خلال أعضاء المجلس الثوري.