2025-05-24 09:10 م

اغتيال وسام الحسن.. والبحث عن الجهات المستفيدة!!

2012-10-20
القدس/المنــار/ منذ اندلاع الأزمة السورية، ومحاولات كثيرة تقوم بها أطراف المؤامرة وقيادات الحرب الارهابية على سوريا، لتفجير الساحة اللبنانية واستخدامها أداة من أدوات تدمير الساحة السورية، فكانت عمليات تهريب السلاح الى الارهابيين، وتجنيد المرتزقة وادخالهم الى الساحة السورية، وفي طرابلس بشمال لبنان تشكلت مراكز تدريب الارهابيين وتجميع التكفيريين بترتيب بين وكلاء اسرائيل في لبنان بالتعاون مع قطر والسعودية، وتحولت المنطقة الى ساحة للاجهزة الاستخبارية .
وفي اطار هذه الصورة تحول وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات في لبنان الى طرف في المؤامرة على سوريا، وتم استخدامه من جانب سمير جعجع وسعد الحريري وبندر بن سلطان بتنسيق كامل مع اجهزة استخبارية غربية للتشويش على سوريا، وافتعال الاحداث، واطلاق الاتهامات كحلقة من حلقات المخطط الارهابي ضد الشعب السوري.
وكانت واضحة معاني الزيارات السرية التي كان يقوم بها الحسن الى العديد من العواصم في المنطقة وخارجها، واختلاق القصص التي تستهدف صمود الشعب السوري وقيادته، وخضع الحسن لتعليمات الحريري ومحركي رئيس تيار المستقبل، وتم تصويره على أنه حارس البوابة اللبنانية من "شرور الاعداء" ، ووصل الى درجة كبيرة من "التضخيم" و "التلميع" الى أن تم تفجيره في الاشرفية أحد أحياء بيروت، معقل وكلاء اسرائيل وامريكا، وتابعي بندر بن سلطان، الذي ترأس اجتماعا في الرياض قبل عشرة أيام ضم سمير جعجع وسعد الحريري ووسام الحسن.
كانت التعليمات من واشنطن وتل أبيب والرياض والدوحة في ضوء فشلها في اخضاع الشعب السوري، أن يصار الى تفجير الساحة اللبنانية، الساحة التي يريد أن يراها بندر مدمرة مشغولة، لاراحة اسرائيل الذي تربطه واياها علاقات تلاحم وتنسيق متقدم.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، هو ، لماذا أغتيل الحسن، وفي الاشرفية ومن المستفيد، وأهداف تواجده هناك؟؟ وهنا نعود في ذاكرتنا الى الوراء ، الايام الاولى التي سبقت الحرب الاهلية في لبنان، بعيد عملية دلال المغربي ضد أهداف اسرائيلية، ثم اغتيال رفيق الحريري، في الحادثين كان الهدف خدمة اسرائيل ومحاولة ضرب الموقف السوري، والالتفاف على حزب الله، وانسحب الجيش السوري من لبنان، وخرج جعجع من السجن وهو الذي قتل الكثيرين لبنانيين وفلسطينيين، واشعلت اسرائيل حربا على لبنان مستهدفة حزب الله، بتعاون أمني استخباري واضح وكبير مع دول في المنطقة. وفي هذا السياق جاء اغتيال وسام الحسن، وهنا، يتضح أن نفخ الحسن ثم تفجيره جاء لتحقيق هدف معاد للبنان وسوريا، أشرفت عليه اسرائيل ونفذته أدواتها في الساحة اللبنانية بهدف اشعال هذه الساحة، وسعيا لاشغال حزب الله تمهيدا للعدوان عليه من جانب تل أبيب، وايضا اشعال الفتنة في البلد المجاور لسوريا وخلط الاوراق لصالح أطراف المؤامرة على الامة والشعب السوري تحديدا، وعلى ما يبدو أن الجهة التي تقف وراء اغتيال الحسن، أرادت من وراء اغتياله "ربيعا" على الطريقة الامريكية الاسرائيلية الخليجية التركية.
فاغتيال الحسن، والبيانات الجاهزة التي صدرت بعيد اغتياله عملية مدبرة معدة سلفا، واضحة الاهداف، وراح هو ضحية لمخططات الذين اغتالوه بعد أن أدى دوره في خدمتهم، ومقتل الحسن، هو الطعم الذي غرس في الشراك بغية تفجير الوضع في لبنان، فشخصية بمستوى رئيس شعبة المعلومات قد يثير ردود فعل أعدت مسبقا من جانب مغتاليه، الذين يقدمون خدمات متلاحقة لاسرائيل، ويدفعون بما ملكت ايديهم لقهر الشعب السوري وسفك دماء ابنائه، ومدخلا لحرب قد تشنها اسرائيل ضد حزب الله، الذي يريدون له الانزلاق الى الفتنة الدموية، وهذا ما أدركه الحزب جيدا عندما استنكر بشدة حادث الاغتيال مطالبا بالتحقيق الجاد وكشف هوية الفاعلين.
وكلنا يعلم، أن تعيين بندر بن سلطان رئيسا لجهاز الاستخبارات السعودي، له أبعاده الخطيرة، وهو الذي يعتمد سياسة الاغتيال والتفجيرات والتنسيق الامني الدائم والمتنامي مع أجهزة الأمن الاسرائيلية، وكانت دوائر عديدة قد تحدثت آنذاك عن أن ساحات محددة سوف تشهد اغتيالات يرتب لها بندر بن سلطان بالتعاون مع اسرائيل وبتنفيذ من وكلاء استخبارات الجانبين، ووسام الحسن الذي خدم بنشاط واندفاع هذه الاستخبارات اختير من معلميه ليكون الضحية لتحقيق أهداف كبيرة، وبالتالي، الادعاء بالحزن والقلق، والصراخ لمقتله من جانب الجهات التي عمل لحسابها، هي مجرد وسائل للتغطية على الجريمة. وبالتالي، ستكون هناك تداعيات كبيرة وخطيرة لحادث الاغتيال هذا، وستدخل أطراف التآمر على سوريا في دائرة "النعيق" والتحريض على القيادة السورية، وضد حزب الله، فالمستفيد من اغتيال الحسن، في الدرجة الاولى، هي اسرائيل، ثم وكلاؤها في الداخل اللبناني كالحريري وجعجع وجنبلاط، وكذلك، السياسة السعودية التي يقودها في ضوء عجز الملك وولي عهده رئيس الاستخبارات بندر بن سلطان.
واما التوقعات، بعد حادث الاغتيال، فتتمثل في دخول الساحة اللبنانية، دائرة الفوضى والاغتيال، يشرف عليها بندر بالتعاون مع أجهزة الامن الاسرائيلية، لمزيد من الضغط على حزب الله، ومحاصرة سوريا بمجموعات ارهابية سلفية مدعومة بالسلاح الذي تبتاعه لها عائلتا آل سعود وآل ثاني، واتهام دمشق بالحادث هو حلقة من حلقات التآمر على الشعب السوري وقيادته.
والسؤال الذي يطرح نفسه، وستحيب عليه الساعات والايام القليلة القادمة، هو:
هل اغتيال وسام الحسن أشعل فتيل تفجير حرب أهلية جديدة في لبنان، حلقة من حلقات الربيع الاطلسي، التي ستطال أيضا ساحات اخرى في المنطقة العربية.

ـ روايات وأهداف ـ 
ومنذ اللحظة الاولى للاغتيال، انطلقت دوائر الرصد والتحليل تطرح تصوراتها، وترى هذه الدوائر أن عملية التفجير المزدوجة التي وقعت في المنطقة الشرقية من بيروت وتحديدا في الاشرفية، واستهدفت وسام الحسن المعروف بعلاقته المثيرة للجدل مع جماعات تعادي سوريا وحزب الله في الداخل اللبناني، قد تكون المدخل نحو بعثرة الاوراق في لبنان، واسقاط الحكومة القائمة، ومن ثم الانتقال الى ساحات اخرى في المنطقة خلال الاسابيع القادمة.
فعملية التفجير من حيث الشكل واخنيار المكان والزمان تطرح الكثير من علامات الاستفهام، فتواجد مسؤول امني كبير بحجم وسام الحسن في منطقة التفجير، وبحجة عقد لقاءات أمنية تدفعنا الى طرح هذه التساؤلات ومن بينها:
ما الذي استدعى انتقال مسؤول امني الى شقة سكنية في حي الاشرفية "تحت سيطرة جعجع والجميل" لعقد لقاء من هذا النوع، وهل كان اللقاء الذي دفع الحسن حياته ثمنا للوصول الى مكان انعقاده سيضم شخصيات رفيعة المستوى سياسية وأمنية، استدعت الحسن الانتقال الى هذا المكان، واذا كانت السرية ومكانة ومناصب الحاضرين الرفيعة هي التي جعلت الحسن ينتقل للموقع الذي اغتيل فيه، هو الذي شكل سببا لوجوده، كيف تمكنت الجهات التي استهدفته من معرفة ساعة الوصول وطريق المرور وموقع اللقاء، خاصة وأن مثل هذه الاجتماعات يفترض أن تحاط بسرية تامة، كما أن مثل هذا الشكل من التفجيرات يحتاج الى خطط وتجهيز لايام، وعملية اخراج مثل هذا النوع من العمليات الى حيز التنفيذ بنجاح تستدعي ايضا معرفة دقيقة لتحركات الهدف!!
وهذا يجعلنا نتساءل ، عن حقيقة مثل هذه الاجتماع الذي استدعي الحسن للمشاركة فيه، وهوية الجهات التي كانت ستشارك، في اللقاء المذكور، وهل دفع وسام الحسن حياته كبش فداء لتحقيق أهداف بعيدة تحتاج للتضحية برئيس شعبة المعلومات للوصول اليها وتحقيقها؟!
كما أن اتهام سوريا السريع وكشف بعض الجهات المقربة من الحسن بأن هناك عملية تفجير مزدوجة بعد دقائق من وقوع الانفجار الثاني، وخروج التصريحات النارية بشكل متناغم من المعسكر الداعم للارهابيين في سوريا الذي يستهدف ايضا جر حزب الله الى فوضى في ساحة لبنان.
وقيادات 14 اذار وبشكل خاص جعجع والحريري تعتقد بأن قوتها العسكرية على الارض اللبنانية باتت توازي قوة حزب الله، وذلك اعتمادا على المعسكرات السلفية التكفيرية في مناطق شمال لبنان، التي اصبحت جزرا امنية، ولم يعد الجيش اللبناني يجرؤ على الدخول اليها.
لذلك، الايام القادمة في لبنان قد تشهد انزلاقا نحو مواجهة اهلية من نوع جديد، الهدف منها، اشغال حزب الله، وابعاده عما يجري في سوريا، وعملية اغتيال الحسن سوف تسهل مهمة الراغبين في ان تصل الحالة اللبنانية الى الاقتتال الداخلي عبر اثارة السنة في لبنان، وهو مخطط اسرائيلي أمريكي خليجي تركي، وتعتقد الدوائر المتابعة لتطورات المنطقة أن الساحات القريبة من سوريا هي الاخرى مرشحة لاحداث أمنية باشكال مختلفة.
وتدرك دمشق وحزب الله ايضا، أن مثل هذه العملية التفجيرية ليست في صالحهما، وسارعتا الى شجب هذه العملية الارهابية.
يذكر أن وسام الحسن كان يوفر التسهيلات اللازمة للجهات التي تواصل سفك دماء أبناء سوريا، وتنقل اليها السلاح والارهابين المرتزقة، وتوفير الغطاء الامني لهم في مناطق الشمال...
لقد تحول الحسن الى بالون منتفخ.. ووصل الى درجة الانفجار.