وقبل الخوض في قراءة نتائج الانتخابات وميزان الربح والخسارة، فان اجراءها يعزز ضياع فرص انجاز المصالحة، وأن خطط جهات عديدة اقليمية ودولية وتيارات مختلفة بتكريس الانقسام تقترب من النجاح، في ضوء ما يجري على أرض القطاع وحدوده.
ثم، أن اجراء هذه الانتخابات في ضوء عدة معادلات باتت عناصرها وأرقامها وأهدافها واضحة، شكلت "بروفة" لانتخابات تشريعية قادمة، دعت الى اجرائها شخصيات عدة وتيارات مختلفة، مما قد يتناغم مع ما يطرحه بعض الاطراف من صيغ وتفاهمات وحلول واتحادات.
أما بالنسبة للنتائج، فانها لا تؤشر لشيء حاسم، بمعنى أن العديد من الكتل الانتخابية قد شكلت على اساس عشائري، وبالتالي، توجهات بعض الكتل الفائزة، لا تؤسس لمواقف حاسمة في اية انتخابات تشريعية مقبلة، كذلك، فان الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير باستثناء فتح، باتت لا تمتلك القدرة على التاثير في الشارع.
أما بالنسبة لحركة فتح، فهي منقسمة على نفسها، وهذا يفرز اثارا سلبية على خوضها معركة التشريعي، كذلك، تثبت النتائج أن آلية الاختيار داخل الحركة ما زالت غير صالحة، وعاجزة عن توحيد الصفوف، وما شهدته مدينة نابلس يثبت ذلك، كذلك، فان هذه الانتخابات أكدت على ظاهرة أن الاشخاص الاكفاء اصحاب الايدي النظيفة هم المقبولون جماهيريا، وهذا ما دفع العديد من التيارات لاجتذابهم كسبا للاصوات ، اضافة الى أن نسبة التصويت، مع عوامل اخرى، ما زالت تبقي فتح في دائرة الخطر.