2025-05-24 08:21 م

نتائج الانتخابات المحلية بين الواقع وقلب الحقائق!!

2012-10-22
القدس/المنـــار/ ما هي دلالات نتائج الانتخابات المحلية في الضفة الغربية التي جرت مؤخرا بدون مشاركة حركة حماس، وهل هناك خطوات أخرى قد تعقب هذا التطور في جزء من الوطن، وما هي انعكاساته على مجمل الاوضاع في الساحة الفلسطينية؟! وأين تقف حركة فتح كبرى التنظيمات التي خاضت هذه المعركة الانتخابية، وهل تؤسس النتائج الى معادلات جديدة وتغيرات قادمة، وماذا عن اصحاب الدعوات الواضحة لاجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة فقط.. هل سيكون هناك تراجع، أم المضي قدما نحو اجرائها في ضوء التحليلات والتصريحات "التجميلية" للنتائج وبعيدا عن الواقع الذي يشاهده ويعيشه الجميع في ساحة تحيط بها التحديات من كل جانب؟! واسئلة اخرى كثيرة، لعل القراءة التالية تجيب عليها أو على جزء كبير منها!!
ان نسبة الاقتراع ليست عالية أو جيدة كما يصور ويردد البعض، وتعود أسباب ذلك الى عدم مشاركة حركة حماس التي دعت الى مقاطعتها، يضاف الى ذلك احجام نسبة كبيرة من المستقلين غير المنتمين الى أي من الفصائل والحركات من الذهاب الى صناديق الاقتراع، بداعي الاحباط وعدم الرضى عما يجري، وما هو واقع من انقسام.
حركة حماس من جانبها ترى أن أجراء الانتخابات المحلية في أحد شطري الوطن فقط هو تكريس الانقسام، واتهمت الفصيل المناوىء لها حركة فتح، بأنه يبتعد كثيرا عن أمور اتفق عليها لانجاز المصالحة واغلاق ملف الانقسام، بمعنى، أن الحركة تسعى للمصالحة اولا، ومن ثم اجراء الانتخابات، غير أن فتح ترى في ذرائع حماس مجرد مماطلة وتسويف، وبالتالي كان لا بد من اجراء الانتخابات المحلية.
وعودة الى نتائج الانتخابات، نجد أن حركة فتح، لم تحقق كل ما هدفت اليه، وبقيت عرضة للتآكل دون وصول الى مرحلة النهوض، فقد خسرت في بلدات ومدن هامة، بفعل عدم سلامة الاليات المتبعة للاختيار، والاحتكام والاستناد الى الامور الشخصية في كثير من الاحيان، فكان ان خسرت بعض قوائمها في بعض المناطق، أمام كتل انتمت الى فتح، فأقيل اصحابها فصلا من الحركة، لكنهم نجحوا في السباق، وبالتالي، هذا يثبت سوء الاداء والاختيار من اولئك الذين اوكلت اليهم مهمة الاشراف على هذه المعركة الانتخابية، كذلك، هناك قوائم أو أسماء هم غير منتمين لحركة فتح، وتم تجيير نجاحهم للحركة، وهذا لا يعتبر انجازا للحركة، ونسب الفوز التي حصلت عليها هذه القوائم، استقطعت من فتح وعلى حسابها، مما يؤشر الى خطورة الحال التي وصلت اليها الحركة، التي قد تنزلق الى انتخابات تشريعية ورئاسية، وهذا من شأنه أن يوقع فتح في "الممنوع" فتحصد خيبة وفشلا في معارك انتخابية قادمة، وتفاديا لهذا "المتوقع" فان الحركة مطلوب منها أن تدرس النتائج جيدا، بعيدا عن "الاستعباط" وتصريحات "التزيين" ومحاولة المس بواقع الاشياء أو شطبه، فالشارع مدرك لما حصل، وهو لم يعد يؤمن بالشعارات المطروحة، ولديه من القوة ما يثبت قدرته على خلط الاوراق، وتطبيق القصاص من خلال صناديق الاقتراع اذا ما فتحت مرة اخرى، ايا كان شكل المعركة الانتخابية القادمة.
ما أثبتته وأفرزته نتائج الانتخابات المحلية، يتطلب ايضا من قيادة فتح محاصرة التسيب والتيه والاستناد في القرارات واتخاذ المواقف على حسابات وأهواء شخصية، بمعنى أن الحركة تحتاج الى اجراء تغييرات وازالة عقبات واعادة لرص الصفوف، وهيكلة مؤسساتها وضخ دماء جديدة حتى لو تطلب ذلك الاتيان بمركزية جديدة ومجلس ثوري نوعي آخر، قبل أن تتوالى الهزائم وينكسر عود الحركة التي احتلت سنوات طويلة المركز والمحور والاستقطاب، حركة كبرى رائدة، بقيت عقبة على التفتت.
ولا يغيب عن بال الجميع ايا كانت الانتماءات والتوجهات بأن العشائرية سيطرت على تشكيل الكتل الانتخابية، ومن يستند او يبني حساباته على العشائرية فانه قد لا يقترب من الفوز وربما يسقط الى الهاوية، ثم أن (التهليل) لنتائج افرزتها العشائرية قد لا تكون مضمونة في انتخابات تشريعية او رئاسية قد تجري في المستقبل، وهذا يفرض على التيار الاكبر الذي خاض الانتخابات في الضفة الغربية وهو حركة فتح أن لا تحلق بعيدا عن الواقع وأن تقوم بدراسة النتائج جيدا.
ان الشارع لم يعد مجرد مستقبل للخطوات والمواقف، مرددا للشعارات، وانما أمسك بيده القدرة على التغيير والقصاص.