2025-05-16 05:16 ص

بيان الملك السعودي تبرئة لاسرائيل من جرائمها البربرية بحق أهل قطاع غزة

2014-08-03
القدس/المنــار/ بوضوح وبدون مواربة، العلاقات السعودية واسرائيل وصلت الى أعلى مستوى ودرجة لها، فالبلدان متحالفان ومواقفهما من قضايا المنطقة وتطورات الاحداث فيها متطابقة، ويحظى الجانب الأمني والاستخباري بالمرتبة الأولى في مجالات التنسيق المختلفة ، ورؤيتهما اتجاه ساحات سوريا والعراق وفلسطين ولبنان مشتركة، واللقاءات بين مسؤولي البلدين لم تنقطع للحظة ، وأراضي السعودية وأجواؤها مستباحة من جانب اسرائيل برضى آل سعود ومباركتهم.
هذه العلاقة المتطورة بين الرياض وتل أبيب، تأكدت في موقف الرياض من العدوان الهمجي على قطاع غزة، فالسعودية تقود محورا داعما لرئيس الوزراء الاسرائيلي، يطالب بمزيد من قتل الفلسطينيين وهدم بيوتهم، ويدعوه الى مواصلة عدوانه الاجرامي البشع، وان تقطع قذائف دباباته وطائراته أشلاء الأطفال، وتهدم المساجد والمشافي والمؤسسات التعليمية وأن لا تبقي حجرا على حجر في القطاع الصابر والصامد.
في حرب لبنان الثانية، طار بندر بن سلطان على عجل الى اسرائيل ليلتقي رئيس وزراء اسرائيل انذاك ايهود اولمرت في أحد فنادق القدس الغربية، ليرجوه بمواصلة حربه على لبنان، والعمل على كسر حزب الله، مع استعداد لتمويل هذه الحرب.
واليوم، تتحرك السعودية مع عدد من الجهات والدول في المنطقة دعما للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وبفعل صمود المقاومة الفلسطينية وثباتها في الميدان، تبحث الرياض عن صيغة لحفظ ماء وجه نتنياهو وسرقة نصر المقاومة، واظهار تل أبيب بأنها هي المنتصرة.
وجاء بيان الملك السعودي الذي بلغ من العمر عتيا، وبعد 27 يوما من الجرائم المرتكبة بحق الفلسطيتيين في قطاع غزة، ليؤكد الدور الخياني الذي يضطلع به حكام السعودية، وما يقدمونه من اسناد للعدوان الوحشي الهمجي.
بيان ملك السعودية لم يدن اسرائيل وارهابها وجرائمها، هو هاجم الارهاب والاجرام، ولم يأت على ذكر اسرائيل، وكأنه يتهم ويلقي باللائمة على الاطفال واشلائهم الذين قصفتهم طائرات ودبابات الاحتلال الاسرائيلي، وتغاضى الملك المذكور عن ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل بحق أبناء القطاع، ونسي الملك الذي شارف على التسعين عاما أنه وعائلته الراعي الأول للارهاب الذي تشهده سوريا والعراق وفي لبنان، هو يبرىء اسرائيل ولا يرى في جرائمها البشعة ارهابا، بل يطالبها بقتل المزيد من الأطفال والنساء.
ولا ندري هل عبدالله بن عبد العزيز قرأ البيان الذي نسب اليه، أم أن وضعه الصحي حال دون ذلك، فأعدته العائلة الحاكمة، وذيلته باسمه، واذاعته بعد 27 يوما من العدوان البربري ، وهنا، هل صحة الملك حالت دون اطلاعه على ما يدور، ومشاهدته للجرائم المرتكبة على أيدي الاحتلال في غزة، وهل جاء البيان الملكي ارضاء لقطاعات كبيرة من الشعب السعودي غاضبة على ما يتعرض له الفلسطينيون.. كل هذه أعذار أقبح من ذنوب.
ان الشواهد والوقائع عديدة وكثيرة وواضحة على عمق العلاقات السعودية الاسرائيلية، والمخفي، والدلائل باتت ظاهرة للعيان، وكلها تؤكد أن الرياض تسير باتجاه إشهار علاقاتها، وتطبيعها مع اسرائيل.