وتقول دوائر سياسية لـ (المنــار) أن مرحلة التفاوض والمواجهة السياسية ، مرحلة خطيرة، وتخشى قيادة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من أن تضطر للنزول عن الشجرة بسلم لا يعكس أمانيها، أو بمعنى آخر سلم غير مريح ستكون له اثار سلبية على مكانة المقاومة في الشارع الفلسطيني، وهذا ما تسعى اليه أطراف وجهات عديدة وليس اسرائيل فقط، ولكل جهة أسبابها ومصالحها الخاصة.
ويصلي المسؤولون الاسرائيليون من أجل نجاح الحلفاء والأصدقاء على اختلاف هوياتهم من أجل تحقيق نصر سياسي يغطي على هزيمة اسرائيل العسكرية في الميدان، وانتزاع نصر سياسي، هو أعظم وأهم بكثير من أي نصر عسكري في حال تحقق ما تأمل به اسرائيل على طاولة التفاوض في القاهرة.
وتشير الدوائر هنا الى أمر ملفت مثير للاهتمام يتمثل في حالة التنافس التي تظهر من وراء الكواليس، اضافة الى قطع الوعود من محاور متصارعة في المنطقة بالقدرة على تحقيق مكاسب سياسية لاسرائيل في ميدان السياسة.
وتضيف الدوائر أن هناك محورين ، الاول تقوده السعودية ويؤكد لاسرائيل أنها ستحصل على مبتغاها في المواجهة السياسية الدائرة حاليا، وهو يضغط من أجل هزيمة الطرف الفلسطيني في مفاوضات القاهرة، أما المحور الثاني فهو المحور القطري التركي، وهذا المحور لم يبخل في ارسال الرسائل المتتالية الى اسرائيل مؤكدا قدرته على تحقيق الاتفاق الأفضل لمصلحة اسرائيل وتمريره من خلال "عاصفة" من المال لاعادة اعمار القطاع.
الا أن دوائر كثيرة في العديد من الدول ترى أن المستوى السياسي والعسكري في اسرائيل يدركان بأن المواجهة في قطاع غزة غيرت أوراق اللعبة، وباتت المقاومة المسلحة هي التي تحدد ساعة الحرب وساعة التهدئة، وبكلمات اخرى فان الجناح العسكري للمقاومة هو صاحب الكلمة والقرار في المواجهة السياسية الدائرة الان في القاهرة، وهذا الجناح لن يتراجع عن مطالبه، والضغط في الشارع وفي الميدان العسكري يزيد من تصلب القيادة السياسية للمقاومة المتواجدة في العاصمة المصرية، ومحاولات الوسيط المصري تنحصر في توسيع الهامش الزمني للمفاوضات وتمديده، من خلال وقف لاطلاق النار يمتد لاسبوع كامل ، وقد تضطر القاهرة الى دفع ثمن ذلك، عبر تخفيف الاجراءات المفروضة على معبر رفح والسماح للعديد من الوفود وقوافل المساعدات بالدخول الى قطاع غزة.