2025-05-14 07:26 م

3 أيام صعبة عاشها الرئيس عباس في مواجهة الضغوط والتهديدات؟!!

2014-12-24
القدس/ المنــار/ لم تتوقف الضغوط الممارسة ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ضغوط مختلفة الأشكال والصيغ واللهجات، وصلت في أغلبها الى حد التهديد، واشتركت فيها دول اقليمية ودولية، اضافة الى اسرائيل التي لوّحت بكل الأسلحة المعهودة، وما تفتقت عنه أذهان قادة الإحتلال.
لكن، الأخطر في هذه الضغوط والتهديدات، تلك التي صدرت عن عواصم عربية، عواصم شطبت كلمات "تضامن وأشقاء وقضيتنا" من قواميسها، وتبنت مواقف وردود واشنطن وتل أبيب على التوجه الفلسطيني الى مجلس الأمن الدولي، ومشروع القرار الفلسطيني لانهاء الاحتلال وكنسه، وحتى لحظات ما قبل تقديم المشروع الى مجلس الأمن، كانت رسائل ومكالمات الضغط والتهديد والتحذير تتدفق على مقر الرئاسة، وكأن القيادة الفلسطينية ممثلة برئيسها محمود عباس وضعت العالم كله على حافة بركان، وتشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، مع أن ما يريده شعب فلسطين وقيادته هو إنهاء الإحتلال الجاثم على صدور الفلسطينيين، يمارس القمع والحصار والتجويع والنهب والتهويد.
أمريكا ودول أوروبا محرجة، وتريد عرقلة المسعى الفلسطيني و "تهذيب" المشروع ليخلو من أية مضامين، حتى لا يقال أنها صوتت ضد مشروع يطالب بانهاء الاحتلال، وهي التي ترفع بمناسبة وبدون مناسبة شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان والشرعية الدولية.
وأما الدول العربية الضاغطة والمهددة فهي تريد بمحاربة القيادة الفلسطينية والضغط على رئيسها تحقيق مصالح وسياسات على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته، وبطبيعة الحال ولأنها في تقارب حميمي مع اسرائيل بشأن ملفات المنطقة التي فضحت الدول المذكورة، فقد وعدت بتمرير حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ينكر الحقوق الفلسطينية ويحقق لاسرائيل برامجها ، ويعزز أمنها. 
ضغوطات رهيبة، وتهديدات ما أنزل الله فيها من سلطان، مارستها دول كثيرة ضد الرئيس محمود عباس.. كان هناك استنفار في عواصم الحقد والعداء والخوارج والردة، والمستهدف الرئيس محمود عباس ، أيام ثلاثة سبقت ترجمة القرار الفلسطيني بالتوجه الى مجلس الأمن، عاشها أبو مازن، ونجزم أنها الأثقل والأصعب والأمّر طوال سنيّ حياته.. والرد كان الاصرار على طرح مشروع القرار الفلسطيني، متحملا الرئيس بذلك، وشعبه معه، كل التحديات والتبعات والنتائج المترتبة على صموده وصبره ومواجهته لهذه التحديات والضغوط بأشكالها، وعلى اختلاف مستويات حدتها.
لكن، الأدهى والأمر والمثير للاستغراب والدهشة أن الذين لم ينفكوا يطالبون الرئيس بالتوجه الى مجلس الأمن الدولي، ومن داخل القيادة الفلسطينية ، دون أن يدركوا ضرورة الدراسة والتشاور على كافة الأصعدة والمستويات، ومناقشة الأمور من كل جوانبها، قبل تنفيذ القرار، هؤلاء، ومع دفع مشروع القرار الفلسطيني الى طاولة مجلس الأمن، إنطلقوا يتهمون وراحوا يدعون و "يتفلسفون"، منهم، من اتهم بالتنازل عن السقف المطلوب، ومنهم، من نادى بضرورة التروي وهم أنفسهم الذي اتهموا القيادة بالتباطؤ في طرح مشروع القرار ، وبعضهم، من طالب من البحر الى النهر!!! وعدد من "المتفذلكين" أمسك بقواميس اللغة، وراح يفسّر كل كلمة ودت في مشروع القرار ، ليجد مدخلا يطلّ منه على نوافذ وسائل الاعلام ليشيع البهجة والسرور في صفوف العائلة!!
و "آخرون.." على الهامش، كثفوا عشية التوجه الى مجلس الأمن من أكاذيبهم وتحريضهم واشاعاتهم، التي لم تعد تنطلي على أصغر طفل فلسطيني، بعد أن فقدوا صدق الانتماء، والتحقوا بأجهزة ودوائر الغرباء، فانضموا بذلك الى قائمة مطلقي التهديدات والمهددين بالضغوط والحصار...
وتمضي المسيرة بقائدها، وفق نهج حكيم، وتفكير استراتيجي ، لا يدركه الصغار، ولا قدرة لقصيري النظر، وهواة الاعلام على فهمه والعمل به، لذلك، يغطون جهلهم وضحالتهم بالفذلكة والعكننة.
ثلاثة أيام صعبة عاشها الرئيس ، وسط أمواج عنيفة من الضغوط والتهديدات والتحديات.. والرد كان قاطعا، لا عودة عن قرار التوجه الى مجلس الأمن.