2025-05-14 08:14 م

هل يدفع الفلسطينيون ثمن المصالحات والاصطفافات الجديدة في العالم العربي؟!

2014-12-25
القدس/المنــار/ تشهد الساحة العربية تحركات "مصالحة" وتنقية أجواء في العلاقات التي ضربتها وعصفت بها رياح "الربيع العربي".. تحركات تمحور واصطفاف ، وإعادة صياغة معادلات، لكنها، تفتقر الى حسن النوايا، وإن لم تظهر معالم ذلك بعد!!
ويتضح أن القضية الفلسطينية، هي في آخر سلم الاهتمامات والأولويات بين الدول "المتحركة"، عبر وساطات متعددة الألوان، وتتحكم في هذا التطور الجديد في المنطقة العرية الحسابات الشخصية، ومصالح كل طرف، والهدف الأساس الذي دفع جهات الوساطة للقيام بجهود المصالحة.
والذي يثير القلق في الساحة الفلسطينية، أن توجهات الغالبية من هذه الدول نحو هذه الساحة لحملها على دفع ثمن "التقارب" الذي يغلّف الجهود المبذولة من أجل تنقية العلاقات بين هذه العاصمة أو تلك، وهذا ما تخشاه القيادة الفلسطينية، ما دام الآمر والناهي للمتحركين وجهات الوساطة هي الولايات المتحدة، وكذلك، العلاقات المتطورة والمتقدمة التي باتت تربط بين الوسطاء واسرائيل، وهي علاقات ناسجة لمواقف مشتركة اتجاه قضية الشعب الفلسطيني وثوابته، بمعنى أن التمحور والاصطفاف الجديد، قد تدفع القيادة الفلسطينية ثمنه، فالساحة الفلسطينية هي الأضعف، لكن، قضية شعبها هي الأكثر تأثيرا في أحداث المنطقة، وأي اقتراب خبيث منها، قد يقلب الطاولة، ويفشل سياسات باركتها واشنطن وتل أبيب، ومعنى أوضح وأدق فان كل ما تشهده الساحة العربية من أحداث دموية وتطورات مقلقة، هي ليست في صالح الأمة العربية، قد تنهار تماما أمام اشتعال للنيران تحدثه خطوات معنية في ساحة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وتقول دوائر سياسية متابعة لـ (المنــار) أن الفترة القريبة القادمة قد تشهد اصطفافا عربيا "خليجيا تحديدا" وأمريكيا واسرائيليا ضد القيادة الفلسطينية للضغط عليها، للتنازل عن أمور ومسائل ومواقف مقلقة لاسرائيل وداعميها، وهنا لا تستبعد الدوائر توجيه المزيد من الضغط ضد القيادة الفلسطينية اضعافا لها، وحصارا لتحركاتها، لصالح عناصر وقوى، أبدت استعدادها لتتنازل عن قضايا أساسية وجوهرية، والتساوق مع حلول تصفوية مطروحة على أنها حلول إنتقالية، وهي عنوان تجميلي لـ "ادارة الصراع" لا حله.