من القدس قد تكون شرارة انتفاضة تختلف عن سابقاتها، حدة ومعاني، ونتائج مترتبة. ما يجري في مدينة القدس، بحاجة الى دراسة من كافة الجهات ذات العلاقة.
المميز لهبات القدس، أنها بفعل شبابي، أحس وشعر بفقدان الافق السياسي، وانعدامه، شباب يرفض الصمت على ممارسات الاحتلال، وتجاهل واهمال المدينة..!!
في القدس هبة جديدة، في ثناياها نار صاعقة، لأنها صادقة وبريئة من الارتهان لجهات باحثة عن مكاسب حزبية، ومصالح فئوية، شباب يعشق الوطن ويرفض الخضوع للاحتلال، وبالتالي لا أحد يحق له ركوب هذه الهبة ، أو التحدث باسمها فهي وحدها التي يحق لها أن تفرض موقفها ورأيها، ولأن القائمين عليها والمشاركين فيها، هم شباب وفتية، لا إرتباط لديهم بهذه الجهة أو تلك، لذلك، يستخدمون ما تيسر وتوفر للرد على ظلم الاحتلال وقمعه.
هبّة مقلقة للاحتلال، لأسباب كثيرة أهمها، أنها "شبابية" واندلعت من وسط ممارسات الاحتلال متعددة الأشكال والوجوه، وليست بحاجة الى صواريخ وبنادق رشاشة، فوسائل الرد متوفرة وجاهزة ولا فدرة على مراقبتها وخنقها.
الهبة الجديدة في القدس، ستكون العامل المؤثر على تحركات اسرائيل السياسية.
والسلطة أيضا ، يبدو أنها ستدرك هذه المرة أبعاد هذه الهبة وخطورة ما يجري في المدينة، لعلها تجتهد في وضع الحلول وبناء الاستنادات.
هبّة القدس الجديدة، قد تتطور بأشكال يصعب السيطرة عليها، وتجزم أن طرفاً "السلطة واسرائيل" ليس معنيا بتطورها واستمرارها وتصاعد حدتها، لكن، ممارسات القمع هي التي سترسم مسار هذه الهبة التي بدأت باستشهاد اثنين، واصابة اسرائيليين بحادث دهس، وهو من الاساليب المتوفرة.
أهمية هذه الهبّة التي ستحاول تحليل أبعادها وأسبابها وظروفها أنها من صنع الفتيان غير المنتمين لهذا الفصيل أو ذاك، فهم غاضبون على حال هذه الفصائل وتصارعها.
وما يخشاه المراقبون هنا، أن يحرف البعض هذه الهبة عن مسارها، ومقاييسها وتطلعات القائمين عليها، بأن يطوروا هذه الهبة الى أعمال عنف صعبة ونوعية، ليس اضرارا بالاحتلال وانما وسيلة من وسائل محاربة السلطة واحداث فوضى في الساحة الفلسطينية، وانتفالها السهل بعد ذلك، الى ساحات قريبة.