هذا التصارع تدركه اسرائيل وغيرها، وعلى علم بتفاصيله وحيثياته، لذلك، دخلت على خطوط التمحور، توجيها ومشاركة ورسم سياسات وقطع وعود، وراحت هذه الدول تمهد الأرضية وتهيء الأجواء للمعارك "الفاصلة" التي يسبقها عادة فوضى وتراشق اتهامات ونشر شائعات.
في الساحة الفلسطينية اليوم أحاديث طويلة وعريضة.. لا تتوقف عن من الذي سيخلف الرئيس محمود عباس، ووسائل اعلامية من كل جنس راحت تنسج القصص والبطولات عن هذا الطامع في المنصب أو ذاك، في استعراضات انتخابية، وترجمة لخطط مرسومة على الورق، قد تخرج الى حيز التطبيق قريبا، وكل دولة مخترقة لهذا المحور أو ذاك ترمي بثقلها الاستخباري اسنادا لـ "رهاناتها" وبالتالي، التصارع غير محور فقط في الساحة الفلسطينية وانما بات اقليميا ودوليا ، ترافقه كولسات وشائعات وادعاءات وضرب "أسافين" لها نفس أهداف امتداد الأرجل للعرقلة والتعويق، وأحيانا في كتمان شديد تبرز نظريات التآمر، وشعارات التهديد، وعندما يجري الانتقال الى الشكوى، والاستغاثة بالأسياد.
وأكثر ما يثير الاستهجان والقرف ويدفع الى التقيؤ أن كثيرين يرون في أنفسهم قادرين على ادارة دولة وامبراطورية، وبأنهم الأجد لتولي المنصب الرئاسي، دون أن يخطر على بالهم أن هناك شعبا له خياره ورغباته واختياراته، لذلك، تتزايد الروايات عن لقاءات في هذه العاصمة أو تلك ، وطرح أسماء في المزاد الرئاسي ثم تشحذ الهمم بحثا عن أدوات لـ "التلميع" و "الترقيع" ومسح لمحطات سوداء في سير ذاتية.
إن الهدف الأول من كل هذه الألعاب البهلوانية المضحكة، والنشاطات الصبيانية، هو المزيد من الضغط على القيادة الحالية ورئيسها، انه تصارع محموم مدفوع لاثارة الفتن واشعال العنف والفوضى، صراعات في وقت تواصل فيه القيادة الفلسطينية معاركها الدبلوماسية الناجحة، تصارع لأهداف خبيثة واضحة وضوح الشمس.