2025-05-08 11:46 م

إيران وحلفاؤها.... أضعف من قطر والسعودية وتركيا؟

2015-06-08
سامي كليب

يتساءل سوريون كثيرون منذ فترة عن حقيقة موقفي إيران وروسيا. توحي اسئلتهم بكثير من الشكوك حتى بعد ان قال وزير خارجيتهم وليد المعلم مؤخرا " الدعم الروسي والإيراني عميق وملموس " مكررا " ملموس " مرتين.

 لكن هذا الملموس لا يقنع المواطن السوري الذي يرى الجزء الأكبر من بلاده قد دُمر، ويرى مئات الآف القتلى والجرحى والنازحين والمشردين يزدادون عددا يوما بعد آخر. ويرى تاريخا من الحضارة والعراقة والعزة والكرامة يُداس بأقدام برابرة القرن 21 القادمين من كل حدب وصوب بدعم واضح من الخارج.

يرد مسؤولو محور ايران-روسيا – حزب الله، أنهم يقومون بكل ما يستطيعون في سياق المساعدات العسكرية المباشرة والقتال على الآراض بالخبراء والمقاتلين إضافة الى موقف روسي-صيني صارم في مجلس الأمن. ويؤكدون ان ليس كل ما يُفعل يُقال.

بين التشكيك والرد ثمة تجليات لا بد من التوقف عندها فعلا: 
+ هل ان قطر اقوى من كل محور المقاومة وداعميه وأقوى من دول عربية كبيرة حتى تحدَّت الجميع في سورية واليمن وليبيا ومصر والعراق وغيرها على مدى السنوات الأربع الماضية ؟

هل يكفي القول انها محصَّنة بدعم أميركي وغربي واخواني لكي يتم تبرير العجز عن مقارعتها ؟ هل فعلا ان كل محور المقاومة عجز عن صد دورها؟ ثم اذا كانت في محور العداء لهذا المحور فما الذي يبرر ان ترتبط بإيران بأهم حقل غاز في المنطقة وأن تبقى علاقات الطرفين جيدة ؟ 
+ هل ان السعودية التي تحدت كل محور المقاومة في السنوات القليلة الماضية ودعمت خصوم هذا المحور في العراق وسورية واليمن ولبنان هي أقوى من الجميع؟ وما الذي سيمنعها فعلا من استنهاض محور عروبي بذريعة التصدي " للتمدد الإيراني الفارسي الصفوي الرافضي " كما يقول عدد من مسؤوليها وشيوخها وكتَّابها؟ ما الذي سيمنعها من استعادة الاخوان المسلمين طالما بدأنا نشاهد بعض قادة حماس يخطبون عبر التلفزة السعودية، ونشاهد تبرئة حماس في مصر من تهم الإرهاب ، وبدأنا نقرأ لكتَّاب سعوديين محترفين يرحبون باستعادة الاخوان (اقرا مقالة الزميل خالد الدخيل بعنوان قلق مصري مثير للقلق في صحيفة الحياة اليوم) . ، لا بل ماذا سيمنعها من تحدى اميركا نفسها عبر خط مصلحي جديدة يجمعها مع فرنسا ومصر وإسرائيل وغيرها ؟؟؟ ألم تسبقها دول عربية كبيرة الى فتح علاقات مع إسرائيل ؟؟؟ أليس الكونغرس الأميركي المؤيد للسعودية في رفض الاتفاق الإيراني هو نفسه من سيدعمها جدا لو أرسلت بوادر انفتاح على إسرائيل؟ . هل عجز محور المقاومة وداعميه عن صد السعودية فعلا في خلال السنوات الأربع الماضية؟؟

+ هل أن تركيا اقوى من كل محور المقاومة وداعميه حتى تعلن جهارا تدخلها في سورية وتدعم كل المسلحين عند الحدود وعبرها، وترسل رئيس وزرائها ومنظِّر سياستها الخارجية أحمد داوود أوغلو الى اختراق الحدود السورية بذريعة زيارة قبر مؤسس الدولة العثمانية وجدّها . واذا كان دورها سيئا الى هذه الدرجة كما يقول محور المقاومة، فما الذي يدفع ايران لكل هذا التعاون معها وإقامة الاستثمارات الكبيرة على أرضها ورفع مستوى التبادل التجاري ليصل قريبا الى اكثر من 30 مليار دولار .

+ هل ان روسيا التي تساعد منذ سنوات الجيش السوري، تدعمه فعلا كما ينبغي وبكل أنواع السلاح المطلوب؟ وماذا يعني ان تعيد فتح علاقات قوية مع السعودية طالما ان السعوديين كانوا يعيبون عليها دورها في سورية والمنطقة ويحاولون كسره عبر دعم خصوم حليفها السوري وغيره؟ هل اقتنعت روسيا بانها لا تستطيع معاداة السعودية لانها دولة محورية تماما كايران وغيرها ؟

يرد محور المقاومة على كل هذه التساؤلات المقلقة من قسم كبير من السوريين المؤيديين للرئيس بشار الأسد بالقول : " ان في الحروب استراتيجيات عديدة وبينها استراتيجية استخدام الدبلوماسية بكل اشكالها لتفادي الأسوأ والتمهيد لقلب الطاولة، وانه لولا الدعم الكبير للجيش السوري وللحوثيين وللجيش العراقي والحشد الشعبي لكانت المنطقة انهارت كليا امام المحور الآخر والمشروع الآخر والخطط الجهنمية الاخرى " 
كل هذا صحيح ولكن الصحيح أيضا ان السوريين لا يفهمون هل ان تدمير بلادهم هو من شراسة خصوم حلف المقاومة وقوته، أم أنه لمراعاة ظروف دولية وإقليمية لا تسمح بتقديم اكثر مما تم تقديمه. لكن في الحالتين يبدو ان حلفاء سورية الذي ساهموا في صد المشروع المناهض لهم على الأراضي السورية، لم ينجحوا حتى الآن في اضعاف أي من خصومهم الحقيقيين ...... هذه حقيقة تستحق التأمل وتدفع الى الاعتقاد بان أقصى ما يمكن الوصول اليه لاحقا هو تقاسم الخسائر بين حلف المقاومة والحلف المناهض له وليس تقاسم الأرباح . فالرابح الوحيد في كل هذه المعادلة حتى الآن هي إسرائيل التي رأت دولا عربية محورية كانت حتى الأمس القريب تشكل قلقا فعليا لها قد دُمرت وقُسمت او هي في طور التدمير ........

ربما يغالي السوريون المؤيدون للقيادة السورية الحالية ولمحور المقاومة في الاعراب عن قلقهم وشكوكهم، لكن لا شك انه في عالمنا الحالي فان الحرب الإعلامية والنفسية توازي الحروب على الأرض، وفي الحرب النفسية يبدو خصوم محور المقاومة على الأقل حتى الساعة الأكثير تأثيرا ما يدفع السوريين للإعراب عن قلق من ان تكون ثمة صفقات تطبخ في الخفاء وان يكون الاتفاق النووي الإيراني الغربي يمهد لإدخال ايران الى بيت الطاعة .... هذه المسألة بالضبط بحاجة الى توضيح في الخطاب وعلى الأرض، وربما في فترة قصيرة، لان الكلام الاخر ما عاد ينفع.