2025-05-24 08:18 ص

اسرائيل فشلت في ترميم قوة ردعها وتل أبيب تطالب بالتهدئة والمقاومة الفلسطينية تحاصر نتنياهو وباراك

2012-11-16
القدس/المنـــار/ بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي يبحث عن تهدئة بمقاييس جديدة تسمح بتتويجه من جديد رئيسا للوزراء، وفي ذات الوقت يخشى مفاجآت المقاومة الفلسطينية، وانجرارا بريا الى قطاع غزة.
وعندما بدأ نتنياهو عدوانه على غزة، كان قراره باستبدال الحملة الانتخابية في الميدان المعتاد لمثل هذه التحديات وهو الشارع، والانتقال الى ادارة هذه الحملة الانتخابية وبشكل منفرد دون منافس من جانب الخصوم في الحلبة الحزبية لظروف هذا الميدان، وحقيقة وجوده في دائرة صنع القرار، وهذا الميدان هو الساحة الفلسطينية ونحديدا قطاع غزة عبر العملية العسكرية التي أسمتها تل أبيب بـ "عامود الدخان".
دوائر سياسية واسعة الاطلاع ذكرت لـ (المنـــار) أن نتنياهو وباراك وجنرالات العسكر والامن في اسرائيل، اعتقدوا بأن الفصائل الفلسطينية وبعد الضربات الاستباقية الاولى ضد القطاع، لن تستطيع توجيه ضربات غير مألوفة، واستهداف مناطق ومواقع أكثر عمقا داخل اسرائيل، خاصة، وأن هذا ما رددته وصورته وأشاعته أجهزة اسرائيل المعنية في صفوف الشارع الاسرائيلي فهذه الاجهزة تفاخرت في الساعات الاولى لاستهداف قائد كتائب القسام أحمد الجعبري بأنها حققت ضربة مزدوجة باغتيال الجعبري وتدمير ترسانة الصواريخ بعيدة المدة التي تمتلكها المقاومة من نوع "فجر5" القادرة على استهداف مناطق داخل العمق الاسرائيلي انطلاقا من قطاع غزة، لكن، نجاح الفصائل المسلحة باستهداف مناطق وسط اسرائيل وفي تل ابيب، ادخل القيادة التي تدير العدوان على القطاع في دوامة خطيرة، قد تغرق "نجوم" هذه الحملة العسكرية، وبالتحديد باراك ونتنياهو، وتمنعهما حتى من تحقيق الاهداف "المعقولة" التي تم الاعلان عنها مع بدء العدوان.
واستنادا الى خبراء ومحللين فان قصف المقاومة الفلسطينية لأهداف وسط اسرائيل "قلب صورة المواجهة الحالية في قطاع غزة"، فبعد أن كان العالم يطالب نتنياهو بضبط النفس ووقف العمليات العسكرية والتوصل الى تهدئة سريعة مع الفلسطينيين، أصبحت اسرائيل هي الطرف الذي يتمنى التهدئة، وأن تكون سريعة توقف الانزلاق الخطير نحو عملية برية واسعة في قطاع غزة، فعملية كهذه لن تكون في مصلحة نتنياهو وباراك، وفي اسرائيل يدركون أن استدراجهم الى القطاع هي أمنية فلسطينية، حيث التفوق الجوي الاسرائيلي سيصبح محدودا في حال دخول جنود اسرائيليين بريا الى غزة.
ان ردود المقاومة الفلسطينية على العدوان أثبت لاسرائيل أنها تمتلك قدرات عسكرية جديدة لم تكن تمتلكها خلال حملة "الرصاص المصبوب" كما أن ثمن المواجهة البرية هو باهظ بالنسبة لاسرائيل، وقد يحول هذا الثمن نجوم العدوان الحالي الى ضحايا لهزيمة جديدة ، وقطاع غزة ميدانها.
واسرائيل حتى الان لم تحقق عملية ترميم قوة الردع التي اعتبرها نتنياهو وباراك في بداية العدوان بأنها العنوان لأي نجاح، وعدم الوصول الى هذا الهدف ، هو فشل كبير، فمجريات الاحداث تثبت العكس، فقصف وسط اسرائيل واسقاط المقاومة لطائرة استطلاع واستخدام الصواريخ الروسية المضادة للدبابات، حولت عدوان "عامود الدخان" الى ميدان وفرصة لترميم المقاومة الفلسطينية لقوة ردعها في مواجهة أي هجوم اسرائيلي في المستقبل.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، هو : من الذي سيطلق الرصاصة الاخيرة في جولة القتال الحالية، فالطرف الذي سيحظى بذلك هو الذي سيحقق الفوز في هذه الجولة من الحرب المستمرة؟!