واستعدادا لامكانية اندلاع مواجهات في الضفة الغربية، تنفذ اسرائيل اجراءات ومناورات لمواجهة أية تطورات، قد تصعب السيطرة عليها في حال اندلاعها.
وذكرت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ (المنــار) نقلا عن دوائر اسرائيلية، أن هناك رغبة من جانب المتطرفين في اسرائيل في اشعال أعمال العنف وتصعيدها، والرغبة ذاتها موجودة لدى جهات في الاقليم من خلال أدوات داخل الساحة الفلسطينية، لكن، حسب المصادر ، كل له أسبابه الخاصة وغاياته التي يرغب في الوصول اليها وتحقيقها.
وترى المصادر ذاتها، أن قوى في الساحة الفلسطينية معنية بانفجار الأوضاع ثم استغلالها لتحقيق مكاسب خاصة، من بينها، اضعاف قيادة السلطة، التي تعاني من حرب ساخنة وراء الكواليس، هي حرب الوراثة، والرئيس الفلسطيني يدرك ذلك، ويعي الكثير من التحركات الداخلية والاقليمية وحتى الدولية التي أقحمت نفسها في هذه الحرب.
وتضيف المصادر أن هناك جهات وقوى تدفع باتجاه اشعال أعمال العنف، وبالتالي، قد تستغل الأحداث الأخيرة والمستمرة لتصل الى أهدافها، ولأن الحكومة الاسرائيلية والقيادات الحزبية في اسرائيل تخشى ممارسة ضغوط على المجموعات الاستيطانية والمتطرفة في اسرائيل لوقف انتهاكاتها في الضفة الغربية والقدس، فان هذه المجموعات تواصل تنفيذ خططها الاجرامية، وتسبب بذلك في احراج القيادات الاسرائيلية التي توصلت من خلال تقارير خاصة أعدتها قبل فترة، فحواها، أن الضفة مقبلة على أعمال عنف داخلي، وهي، أي اسرائيل، لا تريد أن تكون السبب المباشر في اندلاعها،لتجلس هي مراقبة وجاهزة للرد في حالة امتدادها، وتطور الأحداث فيها وخشيتها من الوصول الى المستوطنات المقامة على الأرض الفلسطينية.
ان أعمال العنف التي يخطط لها لتشتعل في الضفة الغربية، من جانب جهات متباينة في الأسباب ومتفقة بشكل آخر، على بعض الأهداف، تصب في المحصلة النهائية في صالح اسرائيل، فهي في الدرجة الاولى تخلط الأوراق، وتزعزع الاستقرار في الضفة، وتصب الزيت على نار الخلافات والصراعات والتنافس الواضح على الوراثة، ويسمح لها بتمرير مخططاتها وبرامجها، وعلى رأسها المضي قدما في مصادرة الاراضي والتوسع في البناء الاستيطاني، وكذلك، وقف الانتقادات الدولية، واغلاق أبواب المحافل الدولية في وجه تحرك السلطة الفلسطينية السياسي، ودعوات مقاطعة اسرائيل المتنامية التي تحاصر اسرائيل من كل جانب.
ان الاحداث الأخيرة وفي مقدمتها استشهاد الطفل على دوابشة ووالده وحرق بيت العائلة، واستشهاد الفتى ليث الخالدي، والاعدامات المعتمدة لفلسطينيين على ايدي قوات الجيش والاعتداءات المتكررة على الحرم القدسي الشريف، جميعه، وضعت الساحة أمام تطورات خطيرة متفجرة، تتحمل اسرائيل مسؤوليتها، وتتحمل النتائج المترتبة عليها، فهي باتت المسبب، وان خططت أن لا تكون كذلك، منتظرة اشتعالا داخليا، وما يخشاه الجانب الفلسطيني، هو أن تندفع قوى داخلية فلسطينية لاستغلال كل هذه التطورات، لتساهم في اشعال الأوضاع، ارباكا للقيادة والسلطة، تتمناه منذ زمن طويل كي تتمكن من فرض برامجها وفتح الأبواب لجهات غريبة للعبث في الساحة.