2025-05-07 07:30 م

الأهداف القريبة والبعيدة للدول الأوروبية في استقبال لاجئين سوريين .. الاستخبارات ولعبتها!

2015-09-07
يتحول ملف اللاجئين السوريين إلى سلعة متاجرة تقف وراءها غايات خطيرة لم يتم الحديث عنها حتى الآن، جلّ ما تم تناوله هو التباكي الإنساني على أحوال سيئة وغير إنسانية يعيشها هؤلاء.
انشغل الرأي العام السوري والعالمي بمناقشة الأحوال الإنسانية للاجئين، لكن دون أن يسأل السوريون قبل غيرهم، لماذا تقدم دول أوروبية غربية حقوق اللجوء للبعض وتقيم مخيمات للبعض الآخر؟
أليست الكثير من الدول الأوروبية تعاني أزمات اقتصادية خانقة؟ ألا تعيش تلك الدول حالياً كابوس التطرف والإرهاب؟ ومع ذلك فإنها لم تتوانى عن استقبال لاجئين ونازحين! فما السبب في ذلك؟
لقد بدأ الأمر بإقامة مخيمات في كل من تركيا والأردن، وحدث ما حدث من خزايا وبلايا للنازحين هناك، تطور الأمر بعد ذلك إلى محاولات هروب وعودة جماعية للنازحين المتواجدين في المخيمات إلى الأراضي السورية! بل إن جماعات كبيرة من هؤلاء قامت بالنزوح إلى أماكن تقع تحت سيطرة الحكومة السورية الشرعية بعد أن ذاقت أنواع العذاب في مخيماتها! تفاعلت الأزمة السورية وتعقدت، ومع تعقدها نتجت ظواهر جديدة، تمثلت بلجوء قسم من السوريين إلى دول أوروبية عبر طرق غير شرعية، غرق كثيرون في عرض البحر بشكل مأساوي ومحزن، فيما نجح آخرون في الوصول إلى الأراضي الأوروبية.
أرقام متضاربة عن أعداد النازحين خارج سوريا، فضلاً عن النازحين بداخلها، كل جهة تقدم أرقامها التي تناسب غاياتها، وبغض النظر عن صوابية تلك الأرقام من عدمها، فإن الهدف واحد منها.بالعودة إلى الأهداف الرئيسية التي جعلت الدول الأوروبية تقدم لجوءاً لكثير من السوريين يتبين أن تلك الأهداف متنوعة.
اولاً: إن قيام الدول الأوروبية باستضافة عدد من اللاجئين السوريين سيمكنها من دراسة نفسية عينة من الشعب السوري وطريقة تفكيره، فضلاً عن تجنيد ما يمكن من هؤلاء عبر استخبارات تلك الدول وتهيئهم للمستقبل في حال إعادتهم إلى وطنهم الأم،  ما سيضمن لتلك الدول عملاء استخباراتيين على المدى الطويل، كما حدث في إيران عندما اندلعت الثورة الإسلامية حيث كانت الاستخبارات الأمريكية قد زرعت المئات إن لم يكن أكثر من العملاء المؤيدين للشاه المخلوع، هذا الأمر سيمكّن الاستخبارات الغربية أيضاً من الحصول على كم كبير من المعلومات الخاصة بالمناطق التي هرب منها هؤلاء، والأهم هو إمكانية استفادة تلك الأجهزة من الكثير من أسماء اللاجئين لاتخاذها كغطاء أو شخصيات مزورة قد ينتحلها رجال استخبارات غربيون في المستقبل، بمعنى آخر قد يعود رجال استخبارات أجانب على أنهم سوريون كانوا لاجئين في الدول الأوروبية.
ثانياً: إن وجود أعداد كبيرة من السوريين كلاجئين في تلك الدول سيعني بالضرورة وجود أناسٍ آخرين سيحلون مكان هؤلاء الذين نزحوا وهربوا من مناطقهم، وهنا نقصد "الأفغان والباكستانيين والخليجيين والشيشان والصينيين .. وغيرهم من الأجانب الذين يقاتلون في صفوف الجماعات الإرهابية" الذين باتوا هم القوة الضاربة في المناطق التي هرب منها أهلها، بالتالي فإن الأجزاء التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية من سوريا يتم تحويلها إلى مكب نفايات، بحيث يتم ترحيل كل نفايات الدول الأوروبية من "الإسلامويين المتطرفين" على المناطق التي نزح منها اهلها.
ثالثاً: إن استبدال سوريين مساكين هاربين لا يطلبون سوى المعيشة والأمن بإرهابيين يحجون إلى أرض جهادهم سيعني أن هناك مخطط لجعل المنطقة عموماً وسوريا خصوصاً منطقة مشتعلة لسنوات قادمة، وهذا أيضاً سيساهم في إبعاد الدول الأوروبية عن قائمة أهداف التنظيمات الإرهابية التي ستضع المنطقة كأولوية لها على تلك الدول.
رابعاً: إن ملف اللاجئين السوريين يُراد منه أن يكون ورقة متاجرة ومساومة في ذات الوقت، بعض الدول تستجدي المال لعدم تحملها عبء وجود هؤلاء على أراضيها، وبعضها الآخر يريد استهداف الدولة السورية من بوابة حقوق الإنسان، وبعضها الآخر يريد الضغط من أجل إعادة هؤلاء والتسويق لفكرة أن هؤلاء هاربين من الحكومة السورية وليس من إرهاب داعش وباقي العصابات الإرهابية المسلحة.
كل ما سبق يمكن إدراجه ضمن الأهداف القريبة والبعيدة للدول الأوروبية الغربية في استقبال هؤلاء اللاجئين، لأن تلك الدول لم تهتم في تاريخها بشعوب المنطقة، ولم تهتم بمسيحيي العراق خلال العام 2003 ولم تهتم بما حدث ويحدث لمسيحيي سوريا منذ العام 2012 وحتى اليوم، فكيف ستهتم بكل هؤلاء اليوم إذاً؟!! جواب يستحق التأمل.
المصدر: عربي برس - علي مخلوف