وقال المصدر أن اسرائيل بمؤسساتها وأجهزتها تقوم باجراءات من باب الحيطة والحذر، ابقاء على استقرار الأوضاع في مدينة القدس، غير أن ممارسات فئات متطرفة في اسرائيل ودعم المؤسسة الرسمية لها، ستشعل الأوضاع بشكل يصعب السيطرة عليها أو احتوائها مهما كانت الوسائل والأساليب والقوى التي تهب "للوساطة" وامتصاص الغضب.
وتجيء أحداث المسجد الأقصى والاعتداءات المتكررة للحكومة الاسرائيلية ومستوطنيها وأجهزتها، لتؤكد من جديد، أن شرارة اندلاع انتفاضة نوعية جديدة، هو من القدس، ويقول متابعون للاحداث في ساحة الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي أن الفترة القريبة القادمة، وبفعل التعنت الاسرائيلي ستحمل مفاجآت صعبة، وتفجير الأوضاع سينطلق من القدس، على شكل هبات جماهيرية تستند الى تراكمات خطيرة متزايدة، وبأشكال مختلفة من قمع وتهديد وحصار اقتصادي بضرائب متنوعة، وتقف على قمة الأسباب الاعتداءات المتكررة المتصاعدة على المسجد الاقصى، وخطط اسرائيل المستمرة في تقسيم المسجد زمانيا ومكانيا.
هذه التطورات في القدس تقلق كل القيادات في اسرائيل وأراضي السلطة وفي الاردن، وغيرها من دول المنطقة، فمن القدس تنطلق شرارة التحدي والانفجار... ويبدو أن انطلاقها بات قريبا، فالانتهاكات وسياسات القمع لم تعد تحتمل، والهبة الشعبية ذات الدلالة والمعنى التي لا يمكن السيطرة عليها، باتت قاب قوسين أو أدنى، والقيادات في اسرائيل وغيرها أياديها على قلوبها، فامتداد الشرارة وارد وفي كل الاتجاهات داخل الحدود وخارجها، مهما كانت حدة وكثافة الاجراءات الأمنية التي تتخذها وتقوم بها اسرائيل، وهذه الهبة، لن تكون لجهة أو حركة أو فصيل علاقة بها، فهي نابعة من موقف شعبي، متخذ على أسس واضحة، لا مجال لاحتوائها أو التسابق لقطف ثمارها، أو التبجح أن هذا الطرف أو ذاك وراء اندلاعها. انها هبة غضب عام واستجابة صلبة للتحدي، ورفض لكل الخطط التي تحاك ضدها تهويدا وتغيير معالم وتجاهلا ثم التحذير منه كثيرا وطويلا.