ما تعرض له فتى بيت لحم، مشهد مؤلم وحزين، ويشعل "الأضواء الحمراء".. ويعيد الى الذاكرة، مشاهد كثيرة ما تزال مستمرة وبتصعيد من جانب "شذاذ الافاق".. المشهد الذي رأيناه على مدخل بيت لحم، لن ينسى الا اذا عولج الأمر بموضوعية وبعد نظر وصدق في التعاطي، وترجمة حقيقية للتصريحات العديدة التي أطلقها المسؤولون، فور نشر الصورة المحزنة لـ "تعذيب" هذا الفتى بالعصي والجلد.. وكأنه يتحمل مسؤولية ضياع الوطن من البحر الى النهر.
الفتى التلحمي كان يرد بصدره العاري على اعتداءات وانتهاكات شذاذ الافاق ضد الحرم القدسي الشريف، وتأكيدا منه على تلاحم قوي بين مواطني الوطن الواحد، ومع أبناء القدس الذين تخلى عنهم الجميع.
ويتضح، مع تكرار ما حدث، هنا، وهناك ومن خلال الممارسات في الشارع، شتيمة وتنكيلا وعدم احترام، أن اعادة التثقيف مطلوبة، ومسح بعض "الدروس" التي علقت في الأذهان بات مطلبا جماهيريا، فالأجهزة من الشعب وفي خدمته، بعيدا عن التطاول والمساس بقيم لا يفترض تجاوزها!! ممن يفترض فيهم حماية المواطن، والأخذ بيده الى بر الأمان.
صحيح، أنها حادثة فردية، لكنها، متكررة، وهنا، لا نريد التعميم، وما يريده المواطن معالجة الأمر بحزم بهدف المحافظة على السمعة الحسنة، وتعميق الثقة، ومنعا لخلط الحابل بالنابل، ودرءا لجهات هدفها التشويش والتحريض لاغراض في بطن يعقوب.
كثيرة هي الأمور في هذا البلد، بحاجة الى ضبط وربط ومتابعة ومساءلة، واستخدام مبدأ الثواب والعقاب، في الشارع والمؤسسات والوزارات والتوظيف، وحتى داخل الدوائر الضيقة، وفي تناول كل هذه الأمور ومعالجتها، خدمة للوطن والشعب والقيادة، وما عدا ذلك، من "وشوشات" وعدم نصح، هو السقوط والدمار بعينه.
ان أخطر ما في هذا "الحدث" على مداخل بيت لحم، هو أن الخصوم والأعداء، سيستخدمونه، دليلا ونبراسا، لمزيد من الاجرام والتعذيب، ومخاطبة العالم بأن ما يحدث لدى الطرف الآخر، أصعب وأكثر فداحة، أو أن ما يجري يستحق مثل هذه الافعال الشنيعة، ولنتذكر هنا، أن عيدان ثقاب اشتعلت في أكثر من ساحة، كان جراء حماقة وسوء تصرف، وبالتالي، يجب أن تنزل العقوبة الشديدة بتلك الفئة التي وضعت مصالح البلد خلف ظهورها.