البعض يخشى استبعاده، وقسم يخشى خوض المنافسة لارتفاع الجداران، وعدم القدرة على القفز وعدم الرغبة في الزحف، وقسم ثالث قيل له صراحة، ابتعد.. ولا تقترب من دائرة العضوية فكل شيء تم ترتيبه، مع أخذ الاحتياطات اللازمة، لمواجهة من يشذ عن "الموقف" و "القاعدة" ووسائل "الصد" جاهزة.
اندلعت الهبّة الجماهيرية، فخفتت أصوات وتبادل الاتهامات و "المناكفات"، لكن، الحرب، عادت واستؤنفت بتصريحات نارية واتهامات قاسية، من جوانب وتيارات مختلفة، وفي غالبيتها تنم عن أحقاد شخصية، للفوز في معركة ، هي حياة أو موت، أي اما الاستحواذ على كامل العضوية فصائليا أو تحالفا، وإما التأجيل سيتواصل ويلصق ذلك بالظروف.
في خضم الهبة الجماهيرية ردا على القمع الاسرائيلي المتصاعد اندلعت "معارك" هامشية، وفي هذا الوقت الحرج، معارك لا داعي لها الان، الا اذا كان الهدف من ورائها الاشغال والتشويش وحرف البوصلة، وسيلة من وسائل "تنفيس" الهبة التي تخشاها اسرائيل وجهات كثيرة.
انه التخبط وعدم الوضوح، انها السياسات الخاطئة التي لا تستند الى قواعد متينة من بعد النظر، والاصرار على الاستجابة للتحدي المفروض على الفلسطينيين، وما نخشاه أن تنقلب هذه المعارك على رؤوسنا، فتتسع وتخرج عن الأهداف والسيطرة، وهنا مكمن الخطورة، فاسرائيل ستزيد المناكفات اشتعالا. وعندها، سيختلط الحابل بالنابل، وتتحول الهبّة من مواجهة للقمع الاسرائيلي الى عواصف في الساحة الفلسطينية.