2025-05-24 08:06 ص

تحرك عربي خجول لوقف العدوان واتساع الاستهداف الصاروخي دفع واشنطن للبحث عن تهدئة في القاهرة

سيارة تحترق بعد تعرض ضواحي تل ابيب لقصف صاوخي

2012-11-18
القدس/المنـــار/ أصبحت التهدئة مطلبا اسرائيليا منذ اتساع دائرة الاستهداف الصاروخي للمقاومة الفلسطينية لتشمل المناطق الوسطى في اسرائيل ومدينة القدس، وبات الفريق السياسي والعسكري في اسرائيل الذي يقود العدوان على قطاع غزة يخشى خروج الامور عن السيطرة والانزلاق الى حملة برية، سيكون من الصعب انهائها بالشكل الميداني الذي ترغب به اسرائيل، لذلك، تحارب اسرائيل الزمن، لانجاز تهدئة معتمدة على الادارة الامريكية وحلفائها في المنطقة الذين هرعوا الى القاهرة بتعليمات من واشنطن لانجاز تهدئة تحفظ لاسرائيل ماء الوجه.
لكن، قد تكون النتائج عكسية ويتم تأجيل الانتخابات في اسرائيل ويفقد نتنياهو وباراك شعبيتهما، وما تمكنا من تحقيقه حتى الان على الصعيد الشخصي جراء العدوان على غزة، وحول السقف الزمني الذي تم تحديده للعدوان الاسرائيلي أكدت دوائر دبلوماسية مطلعة لـ (المنـــار) أن اسرائيل ناقشت هذه المسألة قبل العدوان مع الادارة الامريكية، وأن هذا النقاش بين واشنطن وتل أبيب تطرق الى الجدول الزمني للعدوان، الذي وصفته بالمتدحرج، واستمراريتها مرتبط بشكل اساسي بما تم الاتفاق عليه من مقاييس ومعطيات يجب أن تؤخذ في الحسبان وصفتها الدوائر الدبلوماسية بـ "ميزان الغضب الشعبي" في دول "الحلفاء الجدد" للولايات المتحدة في المنطقة، واتفق خلال المشاورات أن يمر هذا الميزان بعدة "محطات قياس"، كانت الاولى بعد صلاة يوم الجمعة، وانتهت بشكل لافت، فالاحتجاجات التي أعقبت صلاة الجمعة في عواصم العرب وبشكل خاص في القاهرة وعمان كانت مريحة بالنسبة لاسرائيل وأمريكا، وكانت الشعارات التي تتناول العدوان على غزة فقط لـ "رفع العتب".
وذكرت الدوائر أن تحرك الزعامات والقيادات العربية كان خجولا، وبانتظار الضوء الاخضر الامريكي الكامل للانطلاق بهدف التدخل، وهذه القيادات لم تتدخل بقوة لاستغلال ما حققته المقاومة في الميدان، وهذا أحد أشكال الضغط العربي على المقاومة الفلسطينية، وهذا الأمر زاد من قناعة اسرائيل بأن قيادات الربيع العربي والداعمة له، تعمل لصالح الاهداف الامريكية والاسرائيلية، وهذا ما بدأت تدركه المقاومة في غزة.
لقد اختفت المظاهرات المليونية،ولكن، لا يعني هذا اختفاء المكاسب الاستراتيجية التي حققتها المقاومة، التي تمكنت من خلق واقع جديد في اسرائيل، وضمت مناطق جديدة الى دائرة الاستهداف الصاروخي كتل أبيب والقدس، حيث استهدافهما في أية مواجهة مقبلة لن يكون تجاوزا للخطوط الحمراء التي اخترقتها وتجاوزتها المقاومة الفلسطينية، وستبحث مستقبلا عن مناطق أبعد.
وترى الدوائر الدبلوماسية أن جهات عربية بدعم أمريكي بدأت تزاحم دولة بحجم مصر لم تكن في السابق تمتلك ادوارا في مسألة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي كقطر وتركيا.
ان اعلان وقف اطلاق النار قد يعلن خلال الساعات القليلة القادمة، واسرائيل مطمئنة ومرتاحة في ظل ما تلعبه بعض الدول العربية والاوروبية، وتعتبر اسرائيل المشاورات والاتصالات في القاهرة فرصة لاستمرار وتكثيف قصفها على قطاع غزة وبشكل عشوائي، ما دامت الامور في العواصم العربية تحت السيطرة.