هذه الخطوات والاجراءات الاحتلالية، تعني شيئا وأمرا واحد هو التصعيد ومزيد من العدوان، وامعان في القمع والصلف ورفض الحقوق الفلسطينية، ومع ذلك، يواصل نتنياهو صراخه، وتجنيد قوى اقليمية ودولية، لمحاصرة هبّة القدس، والتوصل الى تهدئة تكون في صالح الاحتلال، وكالعادة تقف الأنظمة العربية عاجزة أمام هذه الممارسات الاحتلالية، فالقدس غابت عن أذهانها، وسقطت من على جدول اهتماماتها، وراحت تغازل وتنسق مع تل أبيب لتمرير سياساتهم الخيانية والعدوانية في المنطقة على حساب القدس والحقوق الفلسطينية.
هذه السياسة الاسرائيلية المتغولة، تعني أن اسرائيل مصرّة على مواصلة احتلالها وعدوانيتها، وأمام ذلك، فان الهبّة الشعبية سوف تتواصل، استجابة للتحدي الاسرائيلي وردا على مواقف كل المتواطئين والمتخاذلين والعجزة.
متابعون للصراع الفلسطيني الاسرائيلي يقولون لـ (المنــار) أن الهبّة الشعبية قد تأخذ أشكالا جديدة صعبة، حي تفرض عدوانية الاحتلال على جيل الشباب التصعيد ردودا واتساعا، وبالتالي ليس مستبعد ان يصل هذا الجيل بهبّته الى انتفاضة شاملة، تسقط المعادلات والحسابات وتفرض أجندتها على الجميع، وتجبر الكثير من الأطراف والجهات على تغيير حساباتها ورهاناتها، ومغادرة دوائر دوائر أوهامها، وتقف مذهولة أمام حقائق مرّة تفادت مواجهتها والاعتراف بها.
ويضيف المتابعون، أن الفترة القريبة القادمة سوف تشهد استخداما لأسلحة جديدة، يثبت الجيل الشاب قدرته على استخدامها، بما في ذلك التفجيرات الصعبة، وما لم تكن هناك بوادر لآفاق سياسية، وحلول سليمة لصراع دموي، فان كل الأسلحة مباحة أمام هذا الجيل، الذي يثبت في كل يوم وعيه العالي وعدم يأسه، رافضا الانقياد وراء قيادات ترى في مصالحها أولوية، كما، لم يستبعد المتابعون للتطورات المتلاحقة، أن تلحق الفصائل بهذا الجيل المسرع نحو انتفاضة شاملة، أو بالأحرى أجنحة من هذه الفصائل تتمرد على قياداتها للحاق بالهبّة الشعبية، فالمجتمع الفلسطيني ذو نسيج مترابط، ولكل شاب أصدقاء وأقارب في هذا الفصيل أو ذاك، اضافة الى أن الذين ما زالوا خارج دائرة المشاركة، يزدادون غليانا وهم يشاهدون شراسة وحقد الاحتلال والأعمال الشنيعة الاجرامية البشعة التي ينفذونها ضد الفتية الفلسطينيين في كل محافظات الوطن.