والخوف من انتفاضة شاملة وواسعة واستخدام كل الوسائل المتاحة، ليس عند الاسرائيليين فقط، بل أن القيادة الفلسطينية قلقة من تحول الهبّة الشعبية الى انتفاضة ثالثة، لذلك، هي تتمنى عدم انتقال الهبّة الى هذه المرحلة، وتتمنى أيضا أن تنحسر هذه الهبّة، ومواقف السلطة في هذا الشأن واضحة، وان لم تظهر ذلك للعيان، فهي في حالة انعقاد دائم على المستويين السياسي والأمني، مراقبة ومساع، وبحثا عن مسار يبدد الخوف والقلق، فتوجهات السلطة وسياساتها ربما في هذه المرحلة، لا تلتقي مع الهبّة الشعبية، وتخشى ما قد يترتب على تطورها الى انتفاضة ثالثة،وتحديدا فيما يتعلق بالمشهد السياسي.
ونفس الخوف نجده لدى حركة حماس، فهي الأخرى، تخشى أن تعصف انتفاضة ثالثة بقواعد سيطرتها على قطاع غزة، لذلك، هي تتناول الهبّة الشعبية اعلاميا، وبحذر وتصريحات على شاشات التلفزة، وفي الباطن تسعى لاحتواء الهبّة الشعبية أو حرفها عن مسارها.. وأيضا فان تطور هبّة القدس، يفقدها ما سعت اليه منذ سنوات بتنسيق مع أطراف اقليمية ودولية بهدف انجاز اتفاق تهدئة طويلة الأمد يفتح لها أبواب تحقيق مصالح أخرى في الساحة الفلسطينية بشكل خاص، تتمثل في الدرجة الأولى بالقفز على قمة المشهد السياسي الفلسطيني.
والمفارقة أن حماس والسلطة الفلسطينية، تلتقيات لى تمنيات تراجع الهبّة الشعبية وعدم تطورها، وهو تلاق ليست اسرائيل ببعيدة عنه، وهي التي تدفع في حال استمرار الهبّة لنقلها الى الساحة الفلسطينية فوضىة واقتتالا داخليا.