2025-05-06 11:11 م

ابعاد زيارة الرئيس بشار الأسد الى موسكو!

2015-10-22
كتب حاتم استانبولي
الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس السوري الى موسكو , تحمل العديد من الرسائل المشتركة السورية -الروسية . دعم روسيا الأتحادية للدولة السورية ممثلة برئيسها الشرعي بشار الأسد , واستقباله في اكبر قاعات الكرملين له مدلول سياسي ومعنوي , يريد منها الكرملين تاكيد دعمه ألا محدود للدولة السورية , ومن جانب آخر يريد ان يرسل رسالة واضحة ان قطار الحل السياسي انطلق على السكة الروسية السورية.والزيارة هدفها كان لوضع الأطار المشترك له على وقع المتغيرات على الأرض. ومن الواضح ان هنالك جهدا روسيا سبق الزيارة, حيث كانت كل الزيارات التي سبقت زيارة الرئيس الأسد تصب في ذات الأطار . فقد وضعت كل الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية طلباتها لدى وزارة الخارجية الروسية , فهنالك طلبا مشتركا سعوديا- امراتيا قدم , وكذلك طلبا تركيا قدم , وطلبا امريكيا قدم , وجميعها تمت دراسته من قبل الخارجية الروسية والسورية. ونسقت اطارا للحل, سيقدم الى كل الدول الفاعلة في الملف السوري, في اللقاء القادم بين وزراء خارجية كل من روسيا وامريكيا وتركيا والسعودية. ومن الملاحظ, ان كل هذا الجهد السياسي سبقه رسائل, ابرزها الموقف التركي والذي جاء مفاجئا لحليفه القطري, الذي عبر عن استياءه من خلال التصريح (الطفولي) حول الخيار العسكري, هذا التصريح جاء محاولة بائسة لخلط الأوراق.( فالسؤال المهم الذي سيتبع تصريح وزير خارجية قطر, هل ستقدم قطر وتركيا والسعودية على عمل عسكري مشترك في اجواء وارض اعلنت وزارة الدفاع الروسية انها منطقة عمليات مشتركة لقواتها ). وسيتوجه وزير خارجية روسيا الى اللقاء, حاملا مقترحا روسيا للحل, يقوم على اساس احترام سيادة سوريا, ووحدة اراضيها, وان اي حل سياسي سينفذ من خلال الأطر السياسية والقانونية والتشريعية للدولة السورية .هذا ما سمعه الكرملين من الرئيس الأسد. الذي جاء متناسقا مع الموقف الروسي, القائم على اساس القانون الدولي.وهذا سيترافق مع طلبا روسيا واضحا, بوقف دعم وتمويل المنظمات الأرهابية المسلحة على الأرض السورية. فعلى ما يبدو ان الرئيس السوري قد ايلغ نظيره الروسي انه شخصيا غير متمسك بالسلطة من اجل السلطة ولكنه متمسك بسوريا الوطنية المقاومة الموحدة, وسيحترم خيارات شعبه . وهذا ما سيضع كل الأطراف المعاديةفي مأزق , والتي تتخذ من الهجوم على شخص الرئيس واجهة لتدمير الدولة السورية , وبهذه الرؤية فانه يعبر عن دوره الوطني كرئيس لسوريا . واما عن الطلب الروسي فسيكون واضحا وحاسما ان لا حل سياسي في ظل الأرهاب, وسيطلب من الدول المجتمعة موقفا واضحا ومعلنا بشأن ذلك,وسيطلب ان تحدد هذه الدول مفهومها للمنظمات المعتدلة واسمائها واماكن تواجدها. ليتم التنسيق معها في محاربة النصرة وداعش وبناتهن . ولذلك سمعنا التصريح القطري المدافع عن احرار الشام الذراع العسكري للأخوان المسلمين . هذا الموقف الذي سيتصادم مع الموقف الروسي الذي يعتبر الأخوان المسلمين وتفريخاتهم منظمات ارهابية, حسب القانون الروسي .ويبدو ان الحركة السياسية الروسية قصدت وبشكل واضح اهمال الموقف القطري وامتدادته الأوروبية, وضمنت الموقف المصري الداعم,ودرست الموقف السعودي الأماراتي الغارق بالرمال اليمنية. وقدمت لهم عصا الأنقاذ للمساعدة في الخروج الآمن من اليمن , وهذا كان ملاحظا من خلال الوفد اليمني المتواجد في موسكو , والذي التقى مع بوغدانوف مساعد وزير الخارجية . والأهم ان لقاء وزراء الخارجية الذي اعلن عنه , سينعقد والعمليات العسكرية الروسية السورية مستمرة وتحقق نتائج ملموسة وسريعة وحاسمة, لتدعم الجهود السياسية لتنفيذ الحل. ومن الواضح ان الأطراف المعادية لسوريا هي في وضع سيىء لا تحسد عليه, ولا خيار امامهم الا الذهاب للحل السياسي, وكلما تاخروا في موافقتهم على الحل ستتغير شروطه, استنادا لمجريات العمليات العسكرية الجارية على الأرض والتي تسير بوتيرة متسارعة لا تدع للطرف الآخر مجالا لألتقاط انفاسه . اما عن قرار البنتاغون بفصل العمليات العسكرية ضد داعش في العراق عن سوريا, يحمل رسالة لداعش ورجالها, انكم غير مرحب بكم في العراق, وعليكم الأستمرار في محاربة الدولة السورية . هذا القرار يعبر عن حالة من الأرباك نتيجة القرار الروسي الحاسم والخاطف والواضح في محاربة الأرهاب , والذي جاء في مرحلة حاسمة للأدارة الأمريكية والتي دخلت في مرحلة الأنطواء الداخلي للتحضير للسباق الرئاسي القادم .فالواضح ان القرار الروسي, في التحرك السياسي المدعوم عسكريا, جاء بعد دراسة عميقة آخذة جميع الأعتبارات الدولية والأقليمية .ووضعت الموقف الروسي في موقع الداعم للشرعية الدولية , والموقف المعادي لسوريا داعما للمنظمات الأرهابية المسلحة, فهل ستتورط الدول المعادية لسوريا في مواجهة مباشرة مع روسيا على الأرض السورية, والتي ستمتد نيرانها لتنال السلم والأمن العالمي, ام ستذهب للحل السياسي على وقعات العمليات العسكرية . فالدول المعادية معركتها الشخصية مع الرئيس الأسد هي واجهة لتدمير سوريا , اما الأسد فمعركته وطنية وقومية بامتياز معهم .وبعد خمسة سنوات من الحرب مع وعلى سوريا, اكدت حقيقة ان سوريا اعادت التوازن للعالم وعلى كل الشعوب ان تدرك ان الثمن الذي دفعه الشعب السوري وجيشه الوطني هو دفاع عنهم وعن انسانيتهم .