أول هذه الأخطار ، هو عدم الوضوح في مواقف كل من السلطة الفلسطينية وحركة حماس ازاء الهبّة الشعبية، وان كانت هناك بعض القوال والتصريحات من بعض قيادتي الجانبين الا أنها غير كافية، ولا تعبر عن حقيقة المواقف، كذلك، ليس هناك على الأرض من خطوات تثبت صدق هذه التصريحات والمواقف الكلامية.
أما الخطر الثاني، فهي "المجاكرة" الواضحة والمستمرة بين السلطة وحماس، بمعنى أوضح، وأدق، فان كل طرف يحاول افشال خطوات الطرف الثاني، والسبب في ذلك، هو الانقسام بين الجانبين المستمر منذ سنوات، وبالتأكيد لا رغبة لكليهما في انهاء هذا الانقسام، مع أنهما متفقتان على "تنفيس" الهبّة الشعبية، وعدم اللحاق بها، ويتمنيان اخمادها في أقرب وقتل قبل أن تتطور الى انتفاضة ثالثة شاملة.
وتفسيرا وتوضيحا للخطر الثاني الذي يهدد الهبّة الشعبية، نراه في الميدان، كل يوم، فعندما يدعو طرف من طرفي الانقسام الى خطوة ما، اسنادا للهبة الشعبية، فان الطرف الاخر يوعز الى انصاره بعدم الالتزام بما طرحه الطرف الثاني، كما هو حاصل في الدعوات لأيام الغضب.
انه الانقسام اذن، الذي يهدد كل المكتسبات، وما لم ينته هذا الانقسام، وتتحقق المصالحة، فان ايا من الجانبين، ليس حريصا، على الهبّة الشعبية، أو مصلحة الشعب الفلسطيني، ونقطة، أول السطر!!
