بين الدهشة و الصدمة ، و بين الصمت السياسي و الخرس الإعلامي تابع العالم سواء المتقبل على حياء أو على وجل أو على خوف زيارة أسد الشرق الأوسط لقيصر أوروبا و لقائهما في الكرملين يرسما سياسة العالم الجديد و الذي سيغير خارطة التوازن الدولي لمرحلة ما بعد ( لقاء الكرملين) و الذي أيضا استطاعت سوريا من خلاله أن تكسر أحادية القطب الواحد و تزيد للتوازن استراتيجيته المفقودة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي أواخر عام 1989.
الأسد يمشي واثق الخطى ملكاً في قصر الكرملين وهو واثق جيدا بالنصر الحتمي مع حلفائه الروس الأشقاء الذين وقفوا مع الحق في سورية مواجهين المحور الصهيوامريكي الذي يسعى جاهدا لتدمير المنطقة وتجزأتها على أسس دينية وطائفية وعرقية لانتزاع يهودية الدولة العبرية في المستقبل القريب على حد زعهم الا ان قطار الربيع الدموي اصطدم في قلعة الصمود السوري الذي قاوم بكل قوته المشروع الانهدامي التقسيمي الذي نجح في تونس والسودان ومصر وليبيا واليمن والعراق بشكل جزئي.
لكن هل لأزيال أمريكا في المنطقة حل بعد غرقهم بتمويل الارهاب وفتح حدودهم امام آلاف الإرهابيين لتدمير المنطقة وضمان حدود أمن حدود الكيان السرطاني الصهيوني المتخوف من المقاومة وقدرة الجيش السوري الصاروخية وحلفائهم ، لو أردنا القراءة في الأبعاد الاستراتيجية لهذه الزيارة نلحظ النقاط التالية :
النقطة الاولى : هي إرسال رسالة قوية لكل دول العالم مفادها ان الرئيس السوري بشار الأسد هو الرئيس الشرعي للشعب السوري عبر صناديق الاقتراع وبزيارته الى روسيا ضرب كل الأقاويل ان سورية تعيش عزلة سياسة او ما شابه ذلك و الحل سيكون سوريا.. سوريا بامتياز .
النقطة الثانية : يخطئ من يظن ان الزيارة هدفها مناقشة العمل العسكري وتطوراته على الارض فهذا الحديث على هامش الاجتماعات إنما محور الأساسي حسب وسائل الاعلام هو مرحلة الانتصار وإعادة الإعمار والنصر السوري الأكيد بعد الاكتساح الأخير للعمليات العسكرية البرية للجيش العربي السوري بمؤازرة سلاحي الجو السوري الروسي .
النقطة الثالثة : اصطدام أمريكا بشكل مباشر مع روسيا مما أدى لإجبار الولايات المتحدة الاميريكية الى تغيير سياستها نوعا ما وإعادة ترتيب أوراقها من جديد .
النقطة الرابعة : كسر الجليد حول العلاقات السورية مع أوربا بواسطة روسية في القريب العاجل فالتصريحات الاخيرة التي تتحدث عن اجتماع قادم بين سورية وروسيا وفرنسا وألمانيا لن تأتي من فراغ إنما هو حدث قادم لعودة العلاقات الأوربية السورية من البوابة الروسية على رغم من دعم الأوربيين المشروع الصهيوني الا انا الموقف الروسي واضح من الملف السوري بعد نجاحها في إيقاف مد خط الغاز القطري وتطويق المشروع في أوكرانيا واستعادة جزيرة القرم الى أراضيها فبعد كل هذه المعطيات من الصعب جدا إغفال الدور الروسي الأوربي من تحقيق التوازنات .
النقطة الخامسة : حالة من الزعر والندم لحكومة العدالة التنمية التركية والتي عبر عنها المجرم اردوغان خلال اتصاله بالرئيس بوتين للاستفسار عن نتائج زيارة الرئيس الأسد وطبعا هدفه حل المشكلات والملفات الشائكة على الحدود السورية التركية وملف الأكراد فحكومة اردوغان بدأت تغرق تركيا بوحل الفوضى بعد فرار الإرهابيين الى أراضيها بطريقة عكسية مما يشكل مشكلة تهدد الامن القومي التركي عن بكرة ابيه ..
النقطة السادسة : علاقة آل سعود بالعالم بعد تورطها الكامل في تمويل وتدريب ودعم الإرهابيين حيث اصبح القاصي والداني يعرف بتلك العلاقة المشبوهة بين حكام آل سعود والإرهابيين التكفيريين حيث تبحث السعودية عن ممر آمن للعودة الصحيحة في الملف السوري وخاصة بعد غرقها في وحل اليمن وتورطها بمشكلة حجاج بيت الله الحرام في منى ، فالقمة الرباعية القادمة المتزعمة عقدها بين وزراء الخارجية الروسي والاميركي والتركي والسعودي في فيينا والتي سوف تحمل في طياتها الكثير من الأوامر والتعليمات الهامة لهؤلاء في الملف السوري .
اما بالنسبة لاستعراض عضلات قطر بالتدخل العسكري في سورية المهمشة بالكامل بعدما قدمت الكثير للإرهابيين من تمويل ودعم لوجستي وهنا مربط الفرس والرسالة القطرية التي تقول لا تهمشوني في الحل السياسي القريب في سورية.
كل هذه النقاط تبشر بحل سياسي قريب للازمة السورية بعد تبلوره في موسكو عبر القنوات السياسية من جهة والانتصارات العسكرية من جهة اخرى طبعا الحل وفق الثوابت الوطنية السورية التي لم ولن تتخلى عنها ودمشق وحلفائها في المنطقة.
اذا زيارة الأسد هو انتصار سياسي ودبلوماسي وعسكري وإعلامي واقتصادي لسورية التي عانت حرب عالمية كبيرة على ارضها واجهت اكثر من 132 لكنها انتصرت بفضل وعي شعبها الصامد وبطولة جيشها الباسل وحكمت قيادتها ووقوف الحلفاء الروس والإيرانيين والمقاومة الباسلة لإعادة قوى الموازيين العالمية الى وضعها الطبيعي ورسم سياسة العالم الجديد الخالي من التطرف والإرهاب في المنطقة فقواعد الاشتباك تغيرت حديثاً بفضل سوريا التي تجاوزت جغرافيتها على الخارطة الدولية و التي هيئت الأرضية للتوازن الدولي .
لقاء القياصرة ..... الأسد و بوتين يوقعان بالأحرف الأولى ، بدء النظام العالمي الجديد
2015-10-24
كتب علي رضا