2025-05-06 10:56 م

الانتفاضة الثالثة على الأبواب .. سقوط "نظريات" ومبادرات الواهمين والمهزومين

2015-10-28
القدس/المنـار/ تزداد عوامل وأسباب إنتقال هبّة القدس الى مرحلة جديدة، مرحلة ما قبل الانتفاضة الشاملة، انتفاضة ثالثة تجبر الجهات ذات التأثير والعلاقة على البحث السريع عن حلٍ للصراع الفلسطيني الاسرائيلي يكنس الاحتلال الى غير رجعة.
والمتحدثون، عن هدوء نسبي، غير واعين لحقيقة ما يدور، وما يمكن أن نشهد من تطورات، ما دامت العوامل والأسباب موجودة ومتزايدة، من القمع والاعدام المضي في تهويد القدس والأقصى، واستمرار تعنت اسرائيل ازاء حزم حقائبها والرحيل عن الأراضي الفلسطينية.
ومن يقول أن الوضع تحت السيطرة، فهو مخطىء، ويهدىء روعه، أو لتطمين دوائر تنتظر أعمالا للتهدئة، تطبيقا لوعود معطاة، وخشية تعرية المواقف، أما اسرائيل وأجهزتها الأمنية وقواها السياسية، فهي في قلق متزايد من بذور تطورات تنمو ريعا باتجاه انتفاضة ثالثة.
لقد حاولت جهات محلية واقليمية ودولية من خلال الاتصالات واللقاءات خاصة تلك التي عقدت في عمان فرض تهدئة، الالتفاف على هبّة القدس، من خلال اجراءات شكلية تبقي على العدوانية الاسرائيلية، وتعطي اسرائيل فرصا أكبر وأكثر لمزيد من الانتهاكات الاجرامية للمقدسات الاسلامية، وبدلا من تطويق الهبّة، جاءت هذه اللقاءات التي تزعمتها وقادتها الولايات المتحدة لتشكل عاملا جديدا آخر للتطور، في مواجهة الأحقاد والعدوانية الاحتلالية. وفشلت أيضا، محاولة البعض لفت أنظار وانتباه الشارع الفلسطيني نحو انشغالات وجهود سياسية كاذبة، ومبادرات "وهمية" قادمة تتعلق بالقضايا الجوهرية للصراع.
ما تشهده الساحة الفلسطينية ليس هدوءا كما يدعي البعض ويحلو له القول، بل هبّة مستمرة، تؤكدها عمليات القمع الوحشية، وتصدي الشباب لهذا القمع، وسقوط أعداد من الشهداء في صفوف الجيل الشاب الذي بات يؤرق الاحتلال، والقوى المهادنة، والرافضة تطورات الوصول الى انتفاضة ثالثة شاملة، تطورات تفرضها مسارات الأخداث في الساحة الفلسطينية، والقائلون بتهدئة، أو هدوء، هم المهزومون من داخلهم، والقلقون من فرض هذا الجيل لمعادلات جديدة، تطيح بعروش كثيرة بنيت على معاناة شعب بكامله.
في الأيام الأخيرة، كما اتضح من لقاءات عمان، كانت هناك محاولات لتحويل المقدسات الى "مشاع" وباشراف اسرائيلي، مقابل أثمان غير موجودة أو متوفرة، فجاء التصعيد، بدلا من التهدئة، التصعيد نحو انتفاضة ثالثة، وهذا ما يقلق الكثيرين، الذين يروجون لمقولة، هدوء الساحة، مع أن الحقيقة الساطعة، هي اقتراب مرحلة جديدة بأشكال جديدة من النضال والأدوات والأساليب المستخدمة. فما حصل في العاصمة الأردنية لم يفت  من عضد الجيل الشاب الثائر، وانما شكل عاملا من عوامل تطور الهبّة الشعبية باتجاه انتفاضة ثالثة، يخشاها الاحتلال ويحذر منها، ودفعته الى فتح قنوات الاتصال المنتشرة في الاقليم والساحة الدولية، للضغط من أجل عدم بلوغ هذه المرحلة، قنوات حملت القلق والتوسل والتهديدات أحيانا للسلطة الفلسطينية، لدفعها نحو مشاركته في قمع الهبّة الشعبية. وهذا لن يحصل خشية عواقب وخيمة ستلحق بدائرة صنع القرار. فالمسألة ليست سهلة أو بسيطة، انه التاريخ، يسجل ولا أحد في هذه الدائرة لديه الجرأة الولوج في دوائر الذل والنيران والمحرقة.
فالانتفاضة الثالثة على الابواب، ولا صحة لمن يدعي بتوقف الهبّة الشعبية، هبّة القدس، التي انطلقت ردا على القمع والوحشية والتهميش، ويتضح من متابعة المواقف والتصريحات من جانب الفصائل، فغالبيتها والرئيسة منها، لا تريد هبّة أو تطويرا لها، فلكل مصالحه الخاصة وبرامجه التي يعمل على تنفيذها، لكن، هذا الجيل الشاب يفرض على الفصائل خيارين:
الأول، إما اللحاق بالموقف المتصاعد، أي المشاركة في هبّة هذا الجيل.
والثاني، فان الجيل الشاب في حال رفضت الفصائل ذلك، فانه سيفرض عليها التصدع والركون وفقدان ما جنته من مكاسب طوال السنوات الماضية، وسوف تفقد سيطرتها على اتخاذ القرار.