2025-05-06 03:08 م

كيري.. الزيارة العدوانية .. تقديم الملفات واستمرار الاتصالات.. لا شيء!!

2015-11-27
القدس/المنــار/ قبل وصول وزير خارجية أمريكا الى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التقى في القدس الغربية مع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، ومن هناك أعلن رئيس الدبلوماسية الأمريكية أن مع اسرائيل الحق في تنفيذ الاعدامات في صفوف الفتيان الفلسطينيين، واستخدام ما تشاء من أسلحة، واصفا هبّة القدس بالأعمال الارهابية.
الوزير كيري عبر بدقة عن حقيقة الموقف الأمريكي وزيارته لاسرائيل، نتمنى أن يدركه الجانب الفلسطيني، وجولته الحالية، ومحطتها الاول في القدس الغربية، هو دعم للارهاب الاسرائيلي ووقوف الى جانب حكومة الاحتلال، ومباركة لمواقف نتنياهو من الصراع مع الفلسطينيين، انها زيارة ما قبل الرحيل، فالانتخابات الأمريكية الرئاسية على الأبواب، وجاء كيري ليقدم الولاء والطاعة، ويشد على يدي نتنياهو ومواقفه المتعنتة، وهذه خدمة تقدمها الادارة الأمريكية الحالية، للحزب الديمقراطي، عشية رحيلها، ووعد رئيس الدبلوماسية الأمريكية، رئيس وزراء اسرائيل بالضغط على السلطة الفلسطينية لتحقيق تهدئة ومحاصرة هبّة القدس.
بعد لقائه نتنياهو، غادر كيري الى رام الله، والتقى الرئيس محمود عباس، لمدة ساعتين، في حين قال ناطق باسم الرئاسة، لمدة ثلاث ساعات، وعقب اللقاء، أعاد كيري تشغيل الاسطوانة المعهودة والمشروخة وهي أن ادارة أمريكا مع حل الدولتين، وهو طرح أمريكي لم يتحقق منه شيء في فترتي ولاية أوباما، فهي اتسطوانة للاستهلاك الاعلامي والتخدير، مقللا من وعي الشارع الفلسطيني، فالموقف الأمريكي، عدائي، ومنحاز بامتياز الى جانب الاحتلال، فما تحدث به كيري في رام الله هو هراء وضخك على الذقون ولقاؤه بالرئيس عباس، هو للضغط على السلطة لتنزل الى الشارع حصارا لهبّة القدس.
الجانب الفلسطيني، أعلن بعد اللقاء أن الرئيس عباس سلم كيري خمسة ملفات تناولت معاناة الفلسطينيين على أيدي الاحتلال ومطالب قيادتهم، لا أكثر ولا اقل، ولكن، واشنطن تلقت واستلمت الكثير من الملفات والشكاوى دون أن تحرك ساكنا، فالرجل أي كيري، وادارة اوباما، باتت قاب قوسين أو أدنى من الرحيل، ولا قرارات ـ ان حاول كيري ـ في نهايات أيامه داخل البيت الأبيض، وليس جديدا ما طرحه الحانب الفلسطيني على الوزير الامريكي، ويظل الدوران في الحلقة المفرغة سيد الموقف، دون أن يتخذ الجانب الفلسطيني اجراء عمليا ويعلن موقفا صريحا لا تنازل عنه، بمقدمة تقول، أن الادارة الأمريكية مخادعة وكاذبة، وأنها لا تستحق أن تكون راعية لعملية السلام، لكن، للاسف ما زال الجانب الفلسطيني، يضع كل "البيض في السلة الأمريكية".
والوزير الأمريكي الذي استمع لموقف نتنياهو من الاستيطان واصراره على مواصلة ذلك، دون أن ينتقد ذلك، أو يعارض، لا يمكن أن يكون مع أدنى ما يطلبه الفلسطينيون، وبالتالي، لا داعي ومن الخطأ تضخيم اللقاء بين عباس وكيري، وما ذكر في رام الله على لسان المفاوض صائب عريقات من الاتفاق على استمرار الاتصالات لا يعني شيئا!! وما يقدم للوزير الأمريكي من ملفات قبل أنها خمسة، لن تفتح وتقرأ، وأكثر ما يمكنه فعله هو تحويلها الى اسرائيل!!