2025-05-06 01:39 م

الإعدامات البربرية مستمرة.. فماذا تنتظر القيادات والفصائل الفلسطينية.. لماذا تتركون الجيل الشاب وحده؟!

2015-12-04
القدس/المنــار/ هبّة القدس كسرت الجمود في المساعي السياسية، وبددت الصمت الذي خيّم على الكثيرين الذين لم يقوموا بأية خطوة عملية جادة لوقف الاعتداءات والممارسات الاسرائيلية في القدس، وكافة الأراضي الفلسطينية، فأخذ الجيل الشاب على عاتقه زمام المبادرة، دون اذن، من أحد، وانما انطلقوا من حجم المعاناة، وردا على برامج التهويد.
هبّة القدس، تواصل انطلاقتها، تعميقا وامتدادا وتأطيرا، في حين تقف القيادات الفلسطينية من كل الاتجاهات متفرجة و "مشدوهة"، من جهة هي عاجزة، ولها اجنداتها الخاصة التي تمنعها من اللحاق بها.. ومن جهة ثانية تخشى تفككها ومغادرتها الكراسي والمواقع، فجيل الانتفاضة الثالثة، سيفرز قيادات جديدة ملتصقة بشعبها، وتحترم وعيه ولا تستغفله.
هذا الجيل يرفض أن تجيّر انجازاته لأية قيادة فصائلية، لكنها، تفتح الأبواب لمن يريد اللحاق بها، ومشاركها النضال والمواجهة مع الاحتلال ومستوطنيه، ولن يكون لأي فصيل كبيرا كان أم صغيرا الحق في قطف ثمار نضالات هذا الجيل الشاب، وهو بعيد كل البعد عن المشاركة.
القيادات الفلسطينية وفصائلها، ترفض المشاركة، وهي لا تكتفي بالرفض، وانما تتحرك مجتمعة، وتتلاقى على هدف واحد، وهو محاصرة هبّة القدس واخمادها، هذه هي نواياها، والطريق لتحقيق أجنداتها، وأيضا، ما طلبته منه قوى اقليمية ودولية، ومهما بلغ حجم "المزايدة" بين القيادات الفلسطينية، على المشاركة الكاذبة، فان الشعب يدرك الحقيقة كاملة غير منقوصة، حقيقة التخاذل والعجز والارتهان للمصالح الخاصة الفئوية، والخضوع لضغط قوى متنفذة، لا تريد خيرا لأرض وشعب فلسطين، وانما تقدم  الخدمات في ميادين مختلفة للاحتلال الاسرائيلي.
أكثر من مائة شهيد حتى الان، سقطوا في هبّة القدس، ولم تحرك القيادات الفلسطينية ساكنا، قيادات وفصائل تواصل تعداد الشهداء، هذه هي مهمتها، وتصريحاتها في الاعلام كاذبة، ما تزال ترفض المشاركة، وما تزال تدرس كل السبل والوسائل لتطويق واجهاض الهبّة، واستخدمت بالفعل بعض الوسائل في العديد من محافظات الوطن.
ماذا تنتظر السلطة، وماذا تنتظر الفصائل، والاعدامات اليومية تتواصل ضد الفتية والزهرات والشباب، أين التشدق بالوطنية والنضال ومقارعة العدو، لماذا لا نترجم بيانات الحرص، وتصريحات من امتهنوا النضال عبر وسائل الاعلام؟! وهي يعقل أن تستمر القيادة والفصائل في موقعها المخزي، متفرجة على قوافل الشهداء، والممارسات البربرية التي يرتكبها الاحتلال؟
ماذا بعد؟!
ألم تحرك الاعدامات الوحشية مشاعر وقلوب القيادات.. ولماذا تصم هذه القيادات آذانها، عما يقوله المواطنون، في الشارع وعبر وسائل الاعلام؟! المواطنون لم يعودوا يثقون بالقيادات "الخشبية" التي تمرح وتسرح في المكاتب الوثيرة، ان تصريحاتهم وغزواتهم الاعلامية، كاذبة، فهم كاذبون، ولا يصدر عنهم الا الكذب.
ماذا تنتظر الفصائل، وأين سلاحها.. وأين أشكال المقاومة، لم يعد السلاح يستخدم ضد الاحتلال، وانما في "زفات الاعراس" والمشاجرات داخل الحي الواحد والمدينة الواحدة، والعائلة الواحدة، هذا السلاح يختبىء عندما تدخل الدوريات الراجلة، هذا الحي، وتلك المدينة.
وهل يعقل أن يتوالى سقوط الشهداء، والسلاح أكله الصدأ، ما يجري وتشهده الساحة بحاجة الى قوة، لايقافه، لكن، الاحتلال بات يهيمن على السلطة والفصائل، لذلك، هو يواصل عمليات الاعدام في كل مكان.
وهنا، نقول، لا قيادات حقيقية في الساحة الفلسطينية، ومن تعتقد أنها تمسك بزمام الأمور فهي مخطئة، وعليها التفكير في الرحيل، فالهبّة المنطلقة نحو الانتفاضة الثالثة، ستطيح بالقيادات العاجزة والفاشلة، لصالح قيادات جديدة، تحب شعبها، وتدافع عنه وعن وطنه، وعملية الفرز هذه، قادمة وقريباً.