2025-05-06 12:34 م

السلطة تتبنى المقاومة السلمية.. فلماذا لا تدعو الى مظاهرات شعبية حاشدة؟!

2015-12-05
القدس/المنــار/ تؤمن القيادة الفلسطينية الى درجة العبادة بالاحتجاجات السلمية، أو ما تسميه بـ "المقاومة الشعبية"، هذا ما تنادي به السلطة، بمعنى أنها ترفض أشكال الكفاح الأخرى، وترى أن ذلك ليس في مصلحة الفلسطينيين والعملية السلمية، التي لم تؤد الى نتيجة تذكر حتى الآن.
وما دام الأمر كذلك، وهذه هي رغبة السلطة الفلسطينية، فلماذا لا تدعو علانية وصراحة وعبر وسائل اعلامها المرئية والمسموعة والمقروءة الى مظاهرات حاشدة في جميع محافظات الوطن ردا على الممارسات الاجرامية والاعدامات البربرية التي ينفذها الاحتلال جنودا ومستوطنين، ضد جيل الشباب والفتيان، وردا على احتجاز اسرائيل لجثامين الشهداء الطاهرة فتية وفتيات؟!
هذا المطلب يتساوق ويتماهى مع النهج الذي تسير عليه السلطة، وتدعو اليه ليلا ونهارا، وتصب جام غضبها بوسائل مختلفة على كل من يعترض على هذا النهج، ويدعو الى أشكال نضال أخرى، ترى فيها السلطة تجاوزا للخطوط الحمراء وانتقاصا من هيبتها واحراجها.
بعد مرور أكثر من شهرين على هبّة القدس، وسقوط أكثر من مائة شهيد، وتصعيد الاحتلال بوحشيته وقمعه، لم تحرك السلطة ساكنا، مؤكدة على سلمية الاحتجاجات التي أدركها الاحتلال فيستعد لها في أماكن الاحتجاج المعروفة.. والسؤال الذي يطرح نفسه، هو: بعيدا عن تطوير هبّة القدس، واللجوء الى خيارات صعبة ونوعية، هل تبادر السلطة الفلسطينية، الى تنظيم احتجاجات ومظاهرات شعبية في ارجاء الوطن، تؤكد للرأي العام والمجتمع الدولي الاستنكار لممارسات الاحتلال وادانة بربريته وملاحقة الاحتلال في كل المحافل.. ولكن، بصدق وجدية!! وأن تتولى السلطة عملية تنظيم الاحتجاجات، والدعوة الى مظاهرات جماهيرية واسعة، موقف تفرضه التطورات المتسارعة في الساحة الفلسطينية، دعوة تأخرت كثيرا.. لكنها، ما تزال تشكل اسناداً للسلطة الفلسطينية، التي يزداد من حولها التشكيك والاتهام.
دعوة للسلطة، ليست بالمعجزة، وهي قبل كل شيء ترجمة للموقف الذي تطرحه في كل المحافل واللقاءات وعلى رؤوس الأشهاد، دعوة لمظاهرات حاشدة لا تتعارض مع دعوات وتحذيرات وسياسات السلطة الفلسطينية، وتنفيذ هذه الخطوة جزء من المشاركة في هبّة القدس، ودرءاً لكل الاتهامات، وقبل كل شيء تقيها من الاحراج والعزل، وتعزز موقفها أمام القوى والدول في الاقليم والساحة الدولية، لا أن تتعرض للتجني، بسلخها عن شعبها، وبأنها في خندق آخر، وكأن لا دخل لها فيما يجري في الساحة التي تقودها، واذا لم يطرح هذا الطلب على رأس القيادة، فانه خطأ من المقربين والمستشارين، وممن هم في دائرة صنع القرار.