2025-05-06 12:10 م

"سلام اقتصادي" بغطاء اقليمي يستبعد الفلسطينيين وقيادتهم

2015-12-06
القدس/المنــار/ بعيدا عن المجاملة والبيانات والدبلوماسية والهروب من مواجهة الحقائق وسياسة الحفاظ على الخطوط والخيوط وعدم قطع "شعرة معاوية"، فان قوى ودولا عديدة اتخذت قرارا ياستبعاد القيادة الفلسطينية عما يجري من اتصالات ويدور من تحركات لايجاد حلول للصراع الفلسطيني الاسرائيلي والاستبعاد يعني القفز من فوق رؤوس الفلسطينيين لايجاد حل للصراع، يمرر في الساحة الفلسطينية، دون أن يكون لشعب فلسطين وقيادته حرية الاعتراض عليه، أو على بنود منه.
ما يدور في أروقة كثيرة، هو تشكيل ما يشبه التحالف بين اسرائيل ودول عربية، يأخذ على عاتقه ايجاد الحل وتسويقه، وعلى الفلسطينيين القبول دون نقاش، هذا التحرك يتصاعد ويتكثف، وهو ممتد بين ساحات كثيرة من بينها الساحة الاسرائيلية والساحة الخليجية تحديدا، والمشاركة العربية في ذلك، تأتي اعتقادا بأن استمرار الصراع يهدد مصالح الدول المعنية، ويفشل سياساتها في المنطقة، وبمعنى أدق، الدول العربية المشاركة في هذه اللعبة معنية يصياغة حل بالتنسيق والتشاور مع اسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تمرير حل تكون لاسرائيل فيه الغلبة، وتحقيق المطالب في مقدمتها الأمن، وفتح أبواب التطبيع الشامل، حيث لم تعد تلك الدول قادرة على اخفاء العلاقات المتقدمة والمتطورة مع تل أبيب، وأنه لا بد من ازالة "العقبة الفلسطينية" بحل تصفوي تجري دراسة بنوده في هذه الأيام.
هذه الدول والخليجية منها معنية بهذا الحل، بنسب متفاوتة من الموافقة وتغييب الفلسطينيين، لكن، غالبيتها تحمع على استبعاد القيادة الفلسطينية، وحقيقة هناك توتر غير معلن بين رام الله وعدد من العواصم العربية، كذلك، هناك اجراءات اتخذت تمس بالقيادة الفلسطينية، تأثيرا وسيادة ومواصلة معاركها السياسية، ووصل الأمر الى درجة التضييق على الراغبين في الوصول الى تلك الدول.
تقول دوائر سياسية متابعة لـ (المنـار) أن اتصالات اسرائيل مع دول بهذا الخصوص وصلت مرحلة متقدمة بحيث تمترست هذه الأطراف في خندق واحد، انتظارا للحظة الانقضاض، بينما الفلسطينيون غارقون في النتائج المرة التي تترتب على الانقسام، وفي حمى السباق والتنافس على تشكيل المحاور والاصطفافات للفوز بالمواقع، واقصاء كل للآخر.
وتضيف الدوائر أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي يقود شخصيا هذا التحرك، ويربط الخيوط مع الدول المعنية عل قاعدة ضرورة اغلاق الملف الفلسطيني وال الأبد، للتفرغ الى قضايا اخرى ومصالح مشتركة، باتت في أعلى سلم الأولويات، وتراجع القضية الفلسطينية الى آخر سلم الأولويات، ان لم تكن قد سقطت تماما عن السلم.
وتؤكد الدوائر أن المطلوب لدى هذه الجهات هو سلام اقليمي يتمخض عنه سلام اقتصادي، يتم التوصل اليه دون التشاور مع القيادة الفلسطينية أو الرجوع اليها، وتفيد الدوائر ذاتها، أن الخطوة التي اتخذتها دولة الامارات مؤخرا من فتح ممثلية لاسرائيل في أبو ظبي، تندرج في اطار أهداف التحرك نحو سلام اقليمي ينتج سلام اقتصادي، وهو طرح ألقى به نتنياهو منذ سنوات، وها هو يعود الى السطح بقوة، لتتلقفه أيدٍ عربية، غالبيتها خليجية، وبشكل معلن الامارات.
وترى الدوائر أن المرحلة القادمة سوف تشهد ضغوطا متعمدة تمارس على القيادة الفلسطينية، تصل الى درجة الحصار بهذا الشكل أو ذاك، من شل قدرات واستخفاف واهمال وتجاهل، لذلك، ليس الرد على القفز من فوق الرأس الفلسطيني، ببيانات دبلوماسية، لهذا الاعتبار أو ذاك، ولا بد للقيادة الفلسطينية أن تصارح شعبها، وتطرح الحقائق وأن تكف عن تغييبه، والقيادة التي تنحاز الى شعبها هي التي تتقدم وتنتصر في النهاية.