2025-05-06 10:51 ص

لغز جريمة اختطاف الجثامين والصمت الفصائلي والرسمي

2015-12-17
القدس/المنــار/ تواصل سلطات الاحتلال اختطاف جثامين الشهداء الذين يسقطون على ثرى الوطن بفعل الاعدامات البربرية على أيدي جيش الاحتلال ومستوطنيه والاعداد تتزايد، بعيدا عن أية تحركات جادة حاسمة لاستردادها، وهذا شجع اسرائيل على الامعان في هذه الممارسات الهمجية، وما نخشاه هو أن تتحول جثامين الشهداء الى ملف تفاوضي، يضاف الى تلك الملفات المحفوطة عن ظهر قلب، دون نجاح في حلها وبقيت تحت نيران المقايضة والمساومة، وانتزاع المزيد من التنازلات لصالح الجانب الآخر.
سياسة خطف جثامين الشهداء ، هدفها تعميق معاناة الاهل والأحبة، والمساومة على هذه الجثامين الطاهرة، دون أن نستبعد سرقة لأعضاء بشرية، من احتلال ارهابي وحشي، لكن، ما يثر الاستغراب ويبعث على المرارة والألم، هو عدم وجود تحرك جدي قعال، أو تهديد صريح بردود مؤلمة من جانب السلطة والفصائل على اختطاف اسرائيل لجثامين الشهداء، والتحركات من أجل ذلك معدومة ، في الساحة الفلسطينية وفي الساحتين الاقليمية والدولية، لذلك، تواصل اسرائيل جرائمها ، حيث ردود الفعل على هذه السياسة الوحشية معدومة.
ان احتجاز جثامين الشهداء ، امتداد للاذلال والقمع وتعميق الالام ، سياسة ينتهجها الاحتلال ضد الفلسطينيين، وعندما لا يواجه بردود عملية قاسية، فانه يتمادى في هذه السياسة الوحشية التي فاقت كل تصور.
وبكل الوضوح، فان اكبر فصيلين أبعد ما يكون عن الجدية والحزم في التعاطي مع هذه الجريمة الوحشية البشعة، وعدم الجدية هذه، نابع من رهانهما على اتفاقيات قد يتم انجازها مستقبلا، تتعلق بالهدنة طويلة الامد التي تسعى اليها حركة حماس بجهود ووساطة قطرية تركية لصالح أجندات شخصية لا تمس اسرائيل وانما تدفع باتجاه مزيد من التخريب والتدمير والارهاب في الساحة العربية، وأما الفصيل الآخر الممسك بدائرة صنع القرار في السلطة فانه ما يزال يراهن على العملية السلمية التي ترعاها الولايات المتحدة، وبالتالي الجانبان ايديهما مغلولة، وردود فعلهما على حجز الجثامين خجولة وغير حاسمة، مع أن كل الوقائع والتجارب تؤكد أنه لن تكون هناك اثمان كما يحلم بها الجانبان المذكوران ، كما أن موصلة الانتظار "المريب" و "غير المبرر" سيفقدهما شعبيتهما في الساحة الفلسطينية، ويفقد شعبنا احترام ومساندة الكثير ن الشعوب التي تشاهد وتلمس صمت أكبر تيارين فلسطينيين على ما يتعرض له شعبنا واتجاه جريمة حجز جثامين الشهداء الطاهرة.
ما نود قوله، هنا، أن مسألة حجز جثامين الشهداء تحتاج الى ردود عملية، لا التفرج على ما يجري ، والاكتفاء بالمناشدات والمواقف التصريحات غير المترجمة، المحشوة بعبارات خالية من أي مضمون، وتستخف بعقل ووعي الشارع الفلسطيني.
ان المسائل التي تحتاج الى ردود صادقة حقيقية من جانب دوائر صنع القرار، كثيرة وملحة، لكن، هذه الدوائر غائبة، ويلفها صمت مريب، يؤدي في النهاية الى انفجار واسع ومؤثر ، والشعب يرفض أن يبقى مرتهنا لرهانات صناع القرار التي لن تتحقق، والاستغراب هنا، أن هؤلاء لم يدركوا بعد ان الاحتلال لا يعرف الا لغة واحدة.