الذي يحرص على القدس، هو من له بصمات واضحة في ميادين مختلفة، والمحب لزهرة المدائن يعمل على كسر دوائر الاحتلال الخانقة، اسنادا ماليا وبناء وارساء قواعد تسقط سياسات التهجير والاقتلاع، فالصراع،ت صراع وجود وبقاء ، والدفاع عن مدينة القدس، لا يكون بالتصريحات وذرف دموع التماسيح، وتضمينها في البيانات والمؤتمرات الصحفية، فالقدس بحاجة الى دعم حقيقي صادق، وليس لرفع شعارات، وتسويق أوراق مالية، غير موجودة، وكاذبة.
هنا، نطرح، بندا واحدا، من البنود المتعلقة بالمدينة المحاصرة، بند رأس المال الفلسطيني، وهيئاته وشركاته وصناديقه، حيث لا يعقل أن يتواصل الاتجار بالمدينة المقدسة، والتربع على صدر وسائل الاعلام زورا وبهتانا، ولن نكون شهود زور على هذه "الحكاية" .. حكاية نهب لا بناء، حكاية شعارات لا افعال ، فالقدس ليست وسيلة استجداء لاموال تخزن في الجيوب والبنوك، وترحل الى مشاريع استثمارية خارج القدس، وساحة الوطن.
هناك من يتحدث عن مشاريع يقيمها في القدس، والحقيقة عكس ذلك، غالبية أصحاب رؤوس الأموال، يتحدثون ولا يفعلون يتصدرون وسائل الاعلام وهم كاذبون، وأهل المدينة يعرفون ذلك، تماما كالحديث عن الحرص والتمسك ودعوات الصمود، وحقيقة هم من أطاحوا بالمؤسسات والعاملين فيها.
أصحاب رؤوس الأموال يتلقون أموالا ولا ينفقونها في المدينة اسكانا ومشاريع، كل ما يقومون به، هو شراء قائم، استغلالا لأوضاع أصحاب مبانٍ تحت حجة الاستثمار لسنوات طويلة، لكن، هؤلاء لا يقدمون على بناء شقة واحدة في المدينة.. فمنذ العام 1967، لم نلمس أو نشاهد مبنى أقامه أصحاب رؤوس الأموال.. وانما يأتون بحيل مختلفة الى أصحاب مبانٍ قائمة ويزجون بأنفسهم شركاء، بفعل ضعف وسوء أحوال أصحابها، وفي ذات الوقت يزعجهم نشاط آخرين، انتهجوا نهجا سليما في دعم صمود مواطني المدينة، مشاريع اسكانية، تباع بشروط سهلة، وهذا ما يحتاجه المواطن المحاصر.. وللحقيقة، تقود هذا النهج شركات اسكان وبناء في مقدمتها شركة علي شقيرات اخوان، وكذلك، مؤسسة ابراهيم الجولاني، ولأن هذا النهج هو السليم والمطلوب، نجد أصحاب رؤوس الأموال يحاولون عرقلته، حتى لا يكتشف عجزهم وكذبهم وسرقتهم، فتبتعد الصناديق المالية عنهم، تفاديا لوقوعها في المحظور، واساليب اصحاب رؤوس الاموال، في عرقلة الحريصين على المدينة، كثيرة ومتشعبة وشيطانية، هم لا يريدون خيرا للمدينة، وليسوا على استعداد لنباء جمعيات سكنية، ولا يريدون لغيرهم أن يقوموا بهذه المهمة النبلية.
وجانب آخر، نطرحه، وهو أن أية مؤسسة داخل الوطن وخارجه، تريد أن تترجم حرصا أكيدا على المدينة، مدعوة للتوجه للشركات الجادة العاملة ومن لها بصمات واضحة على أرض الواقع، دعما واسنادا، والابتعاد عن هواة الاعلام، والانتهازيين والساعين للربح المضمون بدون مقابل أو تعب، فهذا يدخل في باب السرقة بل والخيانة.
من يريد المساهمة في تعزيز صمود القدس ومواطنيها، عليه النزول على الارض وسوف يكتشف الكثير، والمذهل، وعندها يقرر ماذا سيفعل، ويكتشف المسار الذي يسلكه، فاصحاب رؤوس الاموال، يمارسون لعبة خطيرة في المدينة، وحكايتهم طويلة، لكنها مفضوحة، وعلينا أن لا نسح باستمرار هذه اللعبة على حساب زهرة المدائن، فهي بحاجة الى رجال صادقين شرفاء.