أردوغان أراد من وراء بهلوانياته التغطية على نواياه الخبيثة والشريرة للمشاركة في شن حرب ارهابية على الشعب السوري، وما تزال هذه الحرب مستمرة، واتضح بجلاء أن أردوغان يسعى الى تنصيب نفسه حاكما للامة العربية، واعادة احتلال العثمانيين للمنطقة العربية، مستخدما من أجل ذلك، كل الوسائل وبتنسيق تام مع تل أبيب، وواشنطن، ودول خليجية، يرى أن بامكانه بعد نجاحه في مخططاته أن يدحر هذه الدول توطئة للتزعم والتنصيب سلطانا على الأمة.
لكن، "العتمة لم تأت على قد الحرامي"، كما يقول المثل الشعبي، فاردوغان حليف قوي لاسرائيل، والمواقف بينهما مشتركة وأهدافهما واحدة، وينسق العثماني الجديد أمنيا وعسكريا مع اسرائيل، منذ توليه الحكم، علاوة على دوره كعضو في حلف الأطلسي.
ان صمود الدولة السورية، فضح أردوغان، وبات مفضوحا، وتآمره أوقعه في ورطة، يصعب الخروج منها، ولم يجد أمامه الا أن يلهث وراء اسرائيل، ليرتمي في احضانها، شاكيا باكيا، ملتزما هذه المرة بأن يعمل عالمكشوف حليفا، بل أداة في يد اسرائيل لينقذ نفسه، بعد تورطه، في أكثر من ميدان وساحة وبات نظامه معرضا للسقوط والانهيار.
وبالفعل، أعلن هوز شخصيا عن "حميمية" العلاقة مع اسرائيل، وهذا يعني أيضا الاستعداد لدفع الاثمان، وعادة ستكون على حساب الشعوب العربية والشعب الفلسطيني بشكل خاص، ومطلوب منه اسرائيليا أن يواصل تآمره في الساحة العربية ضد العراق وسوريا ومصر، والسعي لتمرير حل تصفوي للقضية الفلسطينية، فهو من جانب احتضن حماس، واصبح هو المقرر، ومن جانب آخر سوف يضغط على السلطة الفلسطينية، وان لم تذعن، فسيتآمر عليها مع قوى اخرى معنية باسقاطها، لتولي دفة المشهد السياسي في الساحة الفلسطينية.