تقول دوائر سياسية لـ (المنــار) أن الهدوء الذي اتسم به خطاب الأمين العام لحزب الله، هو هدوء ما قبل العاصفة، بعنوان واضح وصريح وصادق، هو "ان الرد قادم ووارد على اغتيال القنطار"، فهذه معادلة رسمها الحزب، عندما ردّ على حادثة اغتيال جهاد مغنية قرب القنيطرة السورية.. دون كسر للأدوات، وبالتالي، لن يكون الرد طويلا أو بعيدا.
لكن، تضيف الدوائر، ان حادثة اغتيال القنطار التي تأتي مع تكثيف أدوات أمريكا في المنطقة وفي مقدمتها السعودية وتركيا، تصعيدا للارهاب في ساحات عربية، بما في ذلك، تشكيل التحالفات، المستهدفة الساحة اللبنانية أيضا وبمعنى أوضح المقاومة في لبنان، وبالتالي قد تفتح الأبواب لمواجهة عسكرية واسعة بين اسرائيل وحزب الله، فاسرائيل من جانبها التي تشارك أنقرة والرياض والدوحة دعمها للعصابات الارهابية، تسعى لاستثمار واستغلال الأوضاع والتطورات في المنطقة، كذلك، فان تل أبيب تدرك انشغال الحزب في الساحة السورية، كطرف محارب للارهاب دفاعا عن سوريا ولبنان، مع أن المراقبين يؤكدون بأن الحزب لم تتأثر كوادره التي تنتظر معارك مع الجيش الاسرائيلي وازداد حجم تسليحه عددا ونوعية.
وترى الدوائر أن حزب الله "القوة التي تخشاها اسرائيل" لن تسمح لاسرائيل بأن تفرض عليه توقيت وساحة المعركة، مع احتفاظ بالقدرة على الرد والهجوم اذا ما انزلقت اسرائيل الى مواجهة عسكرية واسعة، وتدرك تل أبيب أن رد الحزب على اغتيال القنطار قادم، فالاغتيال رسائل لأكثر من جهة وأهدافه كبيرة، والحزب يدرك ذلك تماما، ورد الحزب القادم كما تعهد ووعد نصر الله، سيضع اسرائيل أمام خيارين، اما امتصاص الضربة، والصمت وعدم الرد، واما أن الأدوات ستكسر، وتشطب المعادلات القادمة، التي ارساها حزب الله، فحرب واسعة بين الحزب واسرائيل، ستكون لها تداعياتها الخطيرة، وساحتها لن تنحصر في اسرائيل ولبنان، وبالتالي، الفترة القريبة القادمة جد خطيرة، وسنعرف أيا من الخيارات التي ستتخذه اسرائيل، وسيكون لطبيعة رد الحزب على اغتيال القنطار هو المحدد.