وفي محاولات "مكشوفة" تحاول بعض القوى والفصائل الخروج من دائرة الحرج، عبر تنظيم "مسيرات موسمية" و "بريان عتب" باتجاه بعض الحواجز الاحتلالية على مداخل المدن، وتحديدا حاجز "بيتين"، في منطقة "البالوع" على مدخل رام الله الشمالي. وحتى هذه المسيرات لا تحظى بتوافق واتفاق من كافة الفصائل .. فكل يتهم الآخر بمحاولة جره الى "معركة" نعتقد أنها لن تقع.. لكنها باتت "عبارة" "لازمة" لجميع القوى
وحسب مصدر فلسطيني، فان مسيرة نهاية الاسبوع الماضي وتصدرتها بعض القيادات الفصائلية كان هدفها "تسجيل النقاط" في شباك مرمى السلطة الفلسطينية، وأسلوب تسجيل النقاط بات واضحا في الاشهر الأخيرة، مع أنه مستخدم منذ فترات طويلة وبأشكال مختلفة، لكن، القوى لم تحسم أمرها، ولن تسم بالمشاركة في هبّة القدس، القابلة للتطور لتأخذ شكلا جديدا في الاسابيع القليلة القادمة.
ويقول المصدر لـ (المنــار) أن اسلوب تسجيل النقاط، قوبل هذه المرة بصدٍ ومواجهة من السلطة، في اطار التنافس ، بمعنى أنها لن تسمح لفصائل أخرى بأن تسجل هدفا في مرماها، ولو كان استعراضيا، فكان الاشتباك الذي تناقلته الأنباء بروايات مختلفة.
ويضيف المصدر أن محاولات الاستعراض والردود لا تعني الا عجز القوى، وعدم رغبتها في الانحياز الى هبّة القدس.. والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، هو: ماذا لو تطورت هبّة القدس، وصولا الى استخدام السلاح، وربما العودة الى اسلوب العمليات الاستشهادية؟! وهل ستنتقل الفصائل لتلحق بانتفاضة الشباب؟! وفي حال الانضمام ماذا سيكون رد السلطة التي ترفع راية المقاومة السلمية "الناعمة"؟!
ان ما شهده حاجز البالوع قبل أيام يؤكد التباين في المواقف الفصائلية حتى من "معركة التنافس الاستعراضية" ومبارزة "رفع الرايات" على حساب العلم الرمز.. انها مبارزات ومعارك تنافس، قد تستغلها قوى متربصة تنتظر الفرصة للتسلل، واحداث ارتداد يدخل الساحة الفلسطينية في دوامة من الفوضى والعنف وحروب التشهير والاتهامات.
وتفاديا لـ "الفتن" الداخلية، يفترض في الفصائل جميعها ان تلتقي على موقف واحد وهو دعم هبّة القدس، لا الاختفاء وراء عبارات ممجوجة، لم تعد تلقى آذانا صاغية في الشارع الفلسطيني.. واذا لم يحصل ذلك وبقيت تنتظر بقلق وريبة لهبّة القدس، فانها ستخسر قواعدها، مهما حاول البعض التقليل من وعي هذا الشارع، الذي يغلي نقمة على كل الفصائل التي لم تجد أمامها الا أن تنشغل في مبارزات استعراضية، هروبا من المشاركة في هبّة القدس التي قد تجرف الجميع في حال استمرت وتطورت، أو اجبار كل الفصائل على اللحاق بها!! أما دماء شهداء جيل الانتفاضة الثالثة فلن يكون غطاء لهذه الفصائل أو تلك القوى.