واستنادا الى دوائر ذات اطلاع واسع، فان القيادة الاسرائيلية تريد اخراج سيناريو كأنها المنتصرة، وأن المقاومة لم تحقق انتصارا على آلة الحرب المدمرة، بعد أن دكت بصواريخها مدن وسط وجنوب اسرائيل، فقامت في اللحظات الاخيرة ، بقصف تدميري جنوني، وقصفت الجسر التاريخي الذي يربط شمال غزة بجنوبها، حيث استشهد العشرات في الساعات التي كانت تشهد حوارات وصياغات يقوم بها "الوسطاء" في العاصمة المصرية. لكن، المقاومة تدرك ذلك، فدكت بصواريخها مدينة ريشون لتسيون في ضواحي تل أبيب، وفي هذا تأثير سلبي على نتنياهو وفريقه خاصة بعد بث صور المبنى المدمر بفعل الصاروخ الفلسطيني.
وكشفت مصادر عليمة في القاهرة لـ (المنــار) أن من بين الاسباب الاخرى التي عرقلت التوصل الى تهدئة، هو أن اسرائيل تريد تحديد هوية الآلية التي ستشرف على تطبيق الاتفاق وتركيبة اعضائها، والصلاحيات التي ستمنح لها، وقدرتها على التحرك ضد ما تسميه بـ "أهداف" ونزع فتيلها في قطاع غزة، تستند على معلومات استخبارية اسرائيلية، وفترة تمهيدية للانطلاق من مرحلة اطلاق النار الى مرحلة التهدئة التامة، وبين المرحلتين هناك مرحلة وقف اطلاق النار.
وترفض اسرائيل رفعا كاملا للحصار عن قطاع غزة، بل تخفيف هذا الحصار الظالم المفروض منذ سنوات، وهي ترى أن التهدئة لا تعني فكا كاملا للحصار.
وتضيف المصادر أن اسرائيل تصر على أن يكون هناك تمثيل امريكي في آلية وتطبيق الاتفاق، في حين تعتبر المقاومة الفلسطينية هذا التمثيل هو تمثيل اسرائيلي برداء امريكي، وتفضل المقاومة دولة اوروبية كفرنسا او اقليمية كتركيا، بينما لا يمكن استبدال مصر كطرف رئيسي في هذه الالية او المنظومة التي يجري تشكيلها.
وتطالب اسرائيل على أن تتابع هذه المنظومة او المشاركين في الآلية ايجاد حل جذري لمسألة تهريب الاسلحة عبر الانفاق، وايضا، أن تشرف المرجعية المذكورة على وقف تهريب الاسلحة من سيناء، بمعنى أن تكون هناك آلية أوسع تفرض على مصر ضبط الحدود، مع متابعتها للشكاوى المقدمة، وتقول اسرائيل أنها لن تسمح بخلق مظلة دولية لسنوات قادمة بدون ضمانات حقيقية، وهي تخشى تكرار ما حدث معها في حرب لبنان الثانية، حيث بقيت مسارات وقنوات تهريب السلاح عبر الحدود السورية مفتوحة، ولم تغلق بفعل تواجد دولي كما جاء في قرار مجلس الامن.
وتعترف اسرائيل بأن القيادة الميدانية للمقاومة نجحت في توفير الادوات والظروف المناسبة لنجاح المفاوضات التي يديرها المستوى السياسي في القاهرة، وأنها تحملت الكثير لتحقيق هذا الهدف.