في الساحة الفلسطينية حراك مشبوه يتلاقى مع المخططات الغريبة التي تستهدف هذه الساحة، وباتت الساحة مزروعة بوكلاء لقوى وأنظمة غريبة، يمارسون مهمة بيع وتقديم المعلومات مقابل أن يحظو بالرعاية على حساب مقدرات وثوابت الشعب، وصولا الى هدم المشروع الوطني الفلسطيني، الذي تدافع عنه القيادة الحالية، في مواجهة المتربص الأول لهذا المشروع، وهو جماعة الاخوان، وتحالفاتها في المنطقة، التي تقدم خدماتها في المحصلة النهائية لاسرائيل وأمريكا.
والحقيقة أن المشهد السياسي الفلسطيني والقيادة الفلسطيينة في دائرة الخطر، وما يزيد الأمر خطورة، اتخاذ قرارات غير سليمة، والابتعاد والانشغال عن معالجة السلبيات في دوائر الحكم، حيث تعاني من مآسي وسلبيات لم يدر في خلد رئيس الوزراء الاطلاع عليها ومعالجتها، والابتعاد عن الامور الشخصانية في التعيينات وتوزيع المواقع، مما أضر بالشباب وأصحاب الكفاءات، وهم عرضة للترميج والنقل التعسفي، واستحقاق الترفيع والشارع يدرك ذلك، أسماء وبالتفاصيل.
والافتقار الى قرارات حازمة بناءة من منطلق الحرص والمنفعة العامة ساهم في زيادة الخلل وتعميقه، ونتحدى أن ينزل أولو الأمر من الوزراء ورئيسهم الى المؤسسات ليستمع الى المظالم ويضع يده على السلبيات، فالوزارات تحولت الى مزارع احتكار، وهناك أشخاص بداخلها يتخذون ما يشاؤون من قرارات وخطوات دون اكتراث بالوزير أو المسؤول ربما لمصالح وارتباطات شخصية، وعلاقات منفعية.
المشهد السياسي الفلسطيني في دائرة الخطر الجدي، وهذا يستدعي توسيع دائرة التشاور، فمن هم في هذه الدائرة منذ سنوات سيطروا تماما على خطوط السير، وصياغة السياسات، وفي حال أي تغير ما على صعيد هذا المشهد، فانهم أول من يخلدون صاحب القرار، فالمنافقون لا امان لهم، ولا وفاء، لكنهم، استطاعوا ملء الشواغر في المواقع بالخارج والداخل، وبالتالي لهم امتداداتهم.
ويلاحظ أن هناك مؤسسات باتت في أيدي جهات معارضة، يمسكون ويتحكمون بمفاصيلها، "ولا عند قريش خبر"، والخوف والقلق، من أن تكون صحوة دائرة القرار بعد فوات الأوان، واذا ما أطيح بالمشهد السياسي الحالي، فان المنافقين سيكونون أول من يغادرون معابر الحدود والجسور الى حيث مقران ومساكن أعدوها في العواصم، وفي جيوبهم الارصدة المالية المطمئنة لهم ولعائلاتهم، وبعضهم يتمنى تدهور وفوضى في الساحة ليتمكنوا من المغادرة، حتى تظهر اثار نعمة الله على عبيده، ويتمتعون بما جنوا من أموال وامتيازات بطرق غير مشروعة.
مطلعون وحريصون على المشهد السياسي الفلسطيني، يحذرون من استمرار الوضع على حاله، لذلك، يطالبون بتوسيع دائرة التشاور في مواجهة المنافقين والدالين على الخراب، فقد زكمت رائحتهم الأنوف.
وما نتمناه أن يدرك صناع القرار الحريصين على الشعب ومصالحه، خطورة ما فيه، وضرورة اتخاذ القرارات الحازمة، للاصلاح والتغيير قبل فوات الأوان..