2025-05-05 06:32 م

حماس وفتح.. لا نوايا سليمة لانهاء الانقسام.. فهل تجرؤان على البوح

2016-02-16
القدس/المنــار/ بات الحديث عن المصالحة في الساحة الفلسطينية، استهجانا ومثيرا للسخرية، فالحركتان المتصارعتان حماس وفتح، لا نية لديهما لانهاء الانقسام، فمشاريعهما وأجنداتهما وارتباطاتهما ومصالحهما مختلفة ومتباينة، الا في جانب واحد فقط، وهو، أن تحقيق المصالحة لا يصب في بقائهما واستمرارهما في الحكم، الأولى في قطاع غزة والثانية في الضفة الغربية، فالانقسام يطيل حكم الحركتين، لذلك، الجهود والوساطات والتباكي والادعاءات، هي فقط للدعاية والعلاقات العامة والاستهلاك المحلي، في وقت يتسع فيه الصدع في الساحة الفلسطينية، ان لكل حركة مشروعها والتلاقي بين المشروعين بالغ الصعوبة، ان لم يكن مستحيلا، خاصة بعد ما تردد عن مسألة "الغاز" أمام سواحل القطاع، وتحركات استخراجه، وما تمارسه فتح وحماس من علو الصوت والصراع وتبادل الاتهامات. وكثرة الاحضان الراعية لجهود الوساطة بينهما، هو استغفال للشارع الفلسطيني، الذي بدأ منذ فترة سلوك مسار آخر خارج رغبة الحركتين، مسار يبقيهما على الهامش، ويفسح المجال لبروز قيادة جديدة، وهذا ما يقلق قيادات الحركتين، لذلك، تسارع هذه القيادات ـ وبقدرة قادر ـ بين فترة وأخرى الى التلاقي في هذه العاصمة أو تلك لمجرد التحذير وسعيا لامتصاص النقمة وتنفيس التذمر.
وتتحدى مصادر مطلعة في الساحة الفلسطينية أن تنهي الحركتان حالة الانقسام، أو أن تتمتعا بنوايا سليمة جادة لانجاز المصالحة، فالمصالحة بالنسبة لهما، اندثار وتفكك وزوال، وبالتالي، لن تحفرا قبريهما بأيديهما؟!
ليس، هذا فقط، فحماس وفتح لا تمتلكان الجرأة لمصارحة الشعب، بأنهما لا ترغبان في المصالحة، وأن الوضع الحالي أسلم لهما وأنفع، وأنهما مقدمتان على تجذير وتعميق أكبر للانقسام، من خلال الفصل النهائي بين جناحي الوطن، والارتباط بصورة شكلية، امتثالا لاجندات غربية ومشبوهة، وهناك في الاقليم والساحة الدولية من يرحب بذلك ويدعم، فجهود المصالحة كاذبة، ورغبات الحركتين نفاق، والجهات المضيفة غطاء، للأهداف الحقيقية، من وراءالابقاء على الانقسام، أهداف تم "طبخها" في الكواليس ودوائر السياسة والأمن في هذه الدولة أو تلك، وبين قادة التنظيم الدولي للاخوان، وسوف نسمع ونلمس في المرحلة القادمة، من قرارات دالة على الانفصال الحقيقي، والانتخابات المجزأة، وحجم عبث الغرباء في ساحة تسبب الانقسام في زيادة معاناتها وتباعدت قنواتها وتزايدت.
فأيهما أكثر جرأة، والأسرع في مصارحة الشعب، حماس أو فتح؟! جرأة في الاعلان عن أن الحركتين لا رغبة لديهما في انجاز مصالحة، فلو كانتا جادتين فعلا في اتنهاء الانقسام، لحققتا ذلك على أرض الوطن، وليس التسول على أبواب العواصم.