هذا الأسبوع رفرف العلم السوري في سماء عدة مدن سورية وانتشى السوريون بنصر انتظروه من سنوات، في الوقت ذاته، كانت داعش والقوى المتطرفة الأخرى تتجرع مرارة أكبر هزيمة لها منذ أن زحفت على مساحات كبيرة في سورية، ولم تكن الهزيمة الميدانية في مدينة سلمى بريف اللاذقية الضربة الوحيدة التي يتلقاها التنظيم المتشدد، فقد أعادت وحدات من الجيش والقوات المسلحة السورية الأمن والاستقرار إلى بلدة خناصر بريف حلب الجنوبي الشرقي بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم داعش فيها.
الواضح من سلسلة الهزائم التى مني بها تنظيم داعش وحلفاؤه من جماعات الإرهاب في المحافظات السورية، إن هذا العام يمكن ان يكون عاماً مصيرياً بالنسبة لداعش والقوى المتطرفة الأخرى، يتحقق فيه كسر وهزيمة التنظيم وانحسار وجوده في سورية، في هذا الإطار خسرت داعش عدداً من المواقع والمدن وحقول البترول فى محافظات الحسكة ودير الزور وحمص وحماة وحلب ودرعا، كما غادر عدد غير قليل من مقاتلي داعش الأراضي السورية إلى ليبيا، حيث تأمل داعش فى ان تكون ليبيا قاعدة بديلة لعملياتها تهدد أمن الدول المجاورة، ويكاد يكون العامل الأساسى فى الإبقاء على تنظيم داعش هو عجز المجتمع الدولي في القضاء على الإرهاب ورغبة الدول الغربية فى استثمار داعش كفزاعة تقلق أمن دول منطقة الشرق الأوسط.
يعتمد تنظيم داعش فى حربه على ما يمكن وصفه بالحرب النفسية وسياسة التخويف من أجل إحتلال الأراضي ولكن الجيش السوري خيب آماله وأعطى التنظيم درساً قاسياً في القتال، فالضربة التى تلقاها التنظيم الإرهابى فى حلب من قبل الجيش السوري بخرت أوهام داعش بإعلان ولايته على الأراضي السورية، وأدرك هذا التنظيم أنه أمام جيش غير كل الجيوش، كما تيقن أنه من المستحيل أن يستطيع احتلال أي قطعة أرض في سورية، فالضربات التى وجهها الجيش السوري للتنظيمات الإرهابية أجبرت العناصر الموجودة منه على الهروب إلى ليبيا فراراً من القوات المسلحة، خاصة بعد أن أعادت وحدات من الجيش والقوات المسلحة الأمن والاستقرار إلى قرى أرض الوطى وحاكورة التحتانية وبيت الأوس وعدد من النقاط والمرتفعات بريف اللاذقية الشمالي، كما إستعاد الجيش السوري وحلفاءه بدعم من الضربات الجوية الروسية 18 قرية من تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشرقي، وعزز التقدم سيطرتهم على أجزاء من طريق يمتد باتجاه الرقة معقل التنظيم المتشدد ويزيد من المكاسب التي تحققت في هجمات زادت حدتها في وقت سابق هذا الشهر.وأصبح الجيش السوري على مسافة أقل من 25 كيلومترا من الحدود التركية بفضل الهجوم الذي يعتمد فيه بشدة على غطاء جوي روسي ودعم بري من مقاتلي محور المقاومة، وفي الإتجاه الأخر سيطرت وحدات من الجيش السوري على بلدة خناصر الاستراتيجية، بعد أيام من اقتحامها من قبل عناصر داعش، بالتزامن مع تقدم آخر أفضى إلى السيطرة على جبل زعرور جنوب رسم النفل، والواقع أيضاً على طريق خناصر، وفي ريف اللاذقية، واصلت وحدات من الجيش تثبيت تمركزها في القرى والتلال المسيطر عليها حديثاً، متقدمة على محورين ضمن الأراضي الجبلية الواقعة على محور كنسبا، فيما تقدمت القوات على المحور الثاني الذي يطل على سهل الغاب، في ريف حماه، ضمن المساحات المطلة على قرية السرمانية.
مجملاً....إن الكرة الآن في ملعب الجيش السوري، وباتت بيده أي مبادرة هجومية قادمة على الإرهابيين بإسناد حلفاؤه خاصة سلاح الجو الروسي في أغلب المحاور، وبذلك أثبت الجيش السوري وحلفاؤه قدرته على إلحاق الهزيمة بقوى الجهل والظلام، عصابات داعش ومن وراءهم، وتحطيم أسطورتهم الوهمية الخادعة، والدفاع عن الوطن من شر، وما تحرير المدن السورية وتطهير أرضها من الدواعش إلا دليل على ذلك، وبذلك ردَّ الجيش السوري إعتباره، وأثبت للعالم أنه قادر على حماية حياض الوطن، وحطَّم أسطورة داعش المزيفة التي حاول أعداء سورية إضفاءها على عصابات التوحش التي قالوا عنها أنها لا تقهر، بإختصار شديد يمكنني القول إن الجيش السوري أثبت فى المعركة الأخيرة لتنظيم داعش والدول الممولة له أنه غير كل الجيوش وأن سورية لن تسقط ومن الصعب احتلال أي أراضٍ فيها، وأدراكه تماماً أنه ليس له أي مستقبل في سورية.
أخيراً....كلنا أمل أن يكون هذا العام عام الإنتصار والإزدهار، ونهاية الإرهاب وعودة الوعي الوطني الصحيح لكل السوريين، وعليه نتمنى من كافة الدول أن ترفع يدها عن سورية وأن تتوقف عن التدخل في شؤونها الداخلية، وأن يجرى اتفاق على إنهاء ظاهرة الميليشيات والقوى المتطرفة ووقف كل أشكال الدعم الغربي لها.
Khaym1979@yahoo.com