في الساحة الفلسطينية، ليس فقط مؤشرات على مخاطر قادمة، وانما هناك شواهد، والخطة بدأ تنفيذها، والسبب الرئيس في الوصول الى هذه المرحلة، هو التصارع غير المحسوب وغير المبرر بين قيادات ترى في نفسها أنها قادرة على ادارة الحكم ليس في الضفة الغربية فقط، وانما في الصين الشعبية. تصارع دفع بالمتصارعين الى "الاستنجاد" بقوى معادية ومتربصة، واستعداد كامل من جانبها للالتزام بأجنداتها الغريبة، وامتثال كامل للتعليمات وقبول مطلق بدفع الاثمان.
ليس ما نطرح، ونحذر منه مجرد تحليلات، وانما أيضا معلومات، الذي نشهده هو بتحريك أياد خارجية، وفي سياق تشكيل المحاور والاصطفافات المتصارعة، فهذا محور محسوب على السلطة يريد "شقلبة" الحكومة، والحكومة الحالية ورئيسها، دخلت ساحة التجاذبات والصراعات، وصار رئيس الحكومة صاحب محور يستقوي هو الاخر بالداعمين، ومحور ثالث على اتصال مع هذه الدولة أو تلك، ورابع يتفرج، وحساباته يضعها مع الخصوم، ومحور آخر، يقول: دع الجميع يتصارعون وفي النهاية الغلبة لنا، وجاءت التصريحات "الفاقعة" من هذا أو ذاك، لتصب الزيت على النار والعودة الى الاضواء، وبعض هذه التصريحات خلط للاوراق، وعرض بضاعة، والبحث عن موقع مضمون.
ما نشهده خطير جدا، فالتعليمات من الرعاة والحاضنين قد صدرت، والادوات جاهزة.. والأموال باتت في الجيوب وتهيئة الأجواء عملية مستمرة.. والزحف "السري" يتواصل، ومن يفترض فيه، متابعة الأمر، وأخذ الحيطة والحذر، يجري اشغاله، وهذه حلقة من حلقات مخطط أحد المحاور، وما نحذر منه، أن ينقلب المشهد وينهار المعبد، وتضرب الفوضى الدموية أطنابها في ساحة تعاني الأمرين.
مرة أخرى، ليس هذا تحليلا، وانما معلومات أيضا، وللوقوف على ذلك، وكشفا لخطورة الأمر، وتحذيرا لصناع القرار، الأبعد عن الصراحة والوضوح في هذه المرحلة، التي تتطلب مواجهة صادقة.
ان القوى المعادية للمشهد السياسي الفلسطيني الحالي، والساعين لاشعال الفوضى، لتصدر هذا المشهد، بدأت فعلا التسلل الى المؤسسات والهيئات والوزارات تحت مسميات عدة، وبمشاركة من مستويات عليا، انخدت بخدعة التحالفات السرية لتحقيق أهداف مشتركة، تحت قاعدة "شيلني لما أشيلك" .
في المؤسسات والهيئات والوزارات ترتيبات خافية عن عيون صناع القرار، وهذه الحلقة الأخطر في مخطط اشعال الفوضى، والوصول الى حالة الفلتان المدمر، انها معلومات وليست تحليلات.. تؤكد غياب دائرة صنع القرار عما يجري ويدور، ويتم من ربط للخيوط وامساك بالأمور، حتى لحظة اقتراب وموعد الانطلاق..
المشهد السياسي الفلسطيني، اذا لم يتحرك وبشكل مدروس وجرأة وجدية، فانه سيجد نفسه قريبا لا سيطرة له على المؤسسات والوزارات والهيئات وهي مكونات السلطة، فالانحرافات في كل الاتجاهات والمرتدون غالبيتهم من المحسوبين على "أهل البيت"!!