يبدو، واضحا أن الرئيس المصري الجديد يستغل الازمات الاقليمية السياسية والامنية لانخاذ قرارات داخلية، تعزز قبضته على الحكم الذي تديره جماعة الاخوان المسلمين برضى أمريكي في اطار رؤية واشنطن بتولي الاسلام السياسي المعتدل الحكم في البلاد العربية، ايا كانت الوسيلة المستخدمة، ولو كان ذلك من خلال الاجرام والارهاب كما هو حاصل الان في سوريا الذي يتعرض شعبها الى مؤامرة ارهابية كونية.
ويلاحظ أنه بعد مقتل الجنود المصريين في سيناء، أقدم مرسي على اتخاذ قرارات تتعلق بالمؤسسة العسكرية، واليوم يصدر قرارات جديدة ليست بعيدة عما كان يؤمن به النظام السابق، وهي بعيدة كل البعد عما دعت اليه وطالبت به مجموعات الثوار الشبابية الحقيقية في ميدان التحرير.
وترى دوائر دبلوماسية أوروبية أن "الوليد الصغير" ـ حكم الاخوان المسلمين ـ الذي كان محشورا في باطن الارض المصرية منذ سنوات طويلة، عرضة للملاحقة والحصار والاعتقال، وفشل في أكثر من مرحلة في الخروج من هذه القوقعة "مخبئه".. الى أن جاءت لحظة "الانبعاث"، وخرج الوليد ليرى النور محمولا على "نسمات الربيع" ليبدأ بالزحف، وعندما أزفت ساعة الانتخابات، بدأ هذا الوليد يستند الى الشعارات الدينية التي يجيد طرحها واستخدامها جيدا، ليجعل منها ورقته الرابحة في الديمقراطية المصرية الجديدة.
وبعد "الفوز الانتخابي" بدأ الحكم الجديد يتحرك حول الازمات، دون الغوص فيها، حتى يعتاد رائحة الوضع الجديد، وسريعا، اصبح يفاجىء بحركاته وتصرفاته، وغدا سيركض في الساحة الاقليمية ليكون من جديد اللاعب المصري بصورته "الاخوانية"، انها جماعة الاخوان المسلمين التي تعيش بين الماضي والحاضر، بين مرحلة الملاحقة ومرحلة الانبعاث.