2025-05-24 04:50 ص

اسرائيل تشارك في الحرب الارهابية على الشعب السوري بدعم قطري سعودي تركي وتستهدف علماءه

2012-12-02
القدس/المنــار/ تنشر (المنــار) تقريرا استخباريا، هو نتاج لتقديرات استخبارية من جانب عدد من الدول المشاركة في الحرب العدوانية الارهابية على الشعب السوري، هذا التقرير الذي تنشره (المنــار) كما هو، يؤكد بما لا يقبل مجال للشك أن العصابات الاجرامية وداعميها في السعودية وقطر وتركيا يعملون في خدمة اسرائيل ومخططاتها، وأن هذه الجهات تنفذ مهام أوكلت اليها من جانب تل أبيب، وتتشارك معها في طواقم استخبارية خاصة، تتحرك داخل الاراضي السورية، تحت حماية العصابات الارهابية المسماة بالجيش الحر، وأن هناك عناصر داخل هذه العصابات، خاصة بعض الضباط الذين هربوا الى الخندق المعادي للشعب السوري، ويعملون ادلاء للفرق الاستخبارية التي تنفذ مهام قذرة داخل سوريا، لتدمير الجيش السوري، الذي يقول التقرير بأنه يشكل الخطر الاول على اسرائيل منذ احتلال امريكا للعراق.

ـ سوريا الخطر الاول الذي يهدد اسرائيل ـ

يقول التقرير الاستخباري الذي وضع على طاولة المستوى السياسي في أكثر من عاصمة، أن جميع التقديرات الاستخبارية خلال السنوات العشر الاخيرة، وبالتحديد منذ سقوط الخطر العراقي بعد احتلال بغداد على أيدي الجيش الامريكي، وضعت سوريا في المرتبة الاولى من حيث الاخطار التي تهدد اسرائيل عسكريا، من بين الدول في الدائرة الاولى المحيطة باسرائيل.
ان عشرات العمليات النوعية التي قامت بها اسرائيل ضد سوريا على امتداد السنوات الماضية، ومن بينها استهداف مفاعل نووي قيد الانشاء، واستهداف جهات عسكرية وخبراء في مجال التصنيع العسكري على الارض السورية، وقبل الحرب الارهابية المستمرة على سوريا، كانت جميعها عمليات غامضة لم يتم التعرف على منفذيها، وكانت وسائل الاعلام الغربية تحديدا تحمل اسرائيل المسؤولية، لكن، دون تأكيد اسرائيلي رسمي، وساعدت اسرائيل في تنفيذ عملياتها العدوانية هذه اجهزة استخبارية في المنطقة، وصفها التقرير بالحليفة والصديقة، وقدمت لتل أبيب معلومات استخبارية هامة.
فالتقديرات الاستخبارية خلال السنوات الماضية دفعت اسرائيل الى التعامل عبر جميع الوسائل الممكنة لاحباط ما وصف في دوائر المتابعة الاسرائيلية بسباق التسلح السوري، وتعاظم القوة العسكرية والاستقلالية في التصنيع العسكري، اضافة الى ذلك، ما اتضح خلال حرب لبنان الثانية، فاسرائيل و "أصدقاؤها" ادركوا جيدا أن سوريا كانت تعمل على ضخ السلاح والصواريخ الى مقاتلي حزب الله خلال الحرب، ويصف التقرير الاستخباري هذا التدخل السوري بانه قطار بري نقل الصواريخ والوسائل القتالية منذ الساعات الاولى لبداية الحرب بين اسرائيل وحزب الله، ولم ينقطع طوال فترة القتال، وحتى بعد أن صمتت المدافع واصلت دمشق مهمتها جسرا جويا لايصال السلاح لحزب الله، وحديث نصر الله مؤخرا على أن هذه الصواريخ قادرة على ضرب ايلات، ليس اوهاما، وليس مجرد كلمات تطلق أمام شاشات الاعلام، وانما هي حقائق تدركها اسرائيل جيدا، فبعض المراقبين العسكريين في دول غربية علقوا على حملة "عمود السحاب" الاخيرة على غزة، بأن ما تواجهه اسرائيل من رشقات صاروخية على مدنها الرئيس كالقدس وتل أبيب وحالة الهلع والخوف التي سيطرت على المجتمع والعمق الاسرائيلي ليست سوى نزهة قصيرة بالنسبة لما قد نشهده في حالة انزلقت اسرائيل نحو مواجهة مع حزب الله.

ـ اسرائيل تشارك بقوة في الحرب الارهابية على سوريا ـ 

ومنذ اندلاع الاعمال الاجرامية في سوريا قررت اسرائيل، وبعد اسابيع قليلة فقط من ذلك، أجرت تل أبيب مشاورات مع "الاصدقاء" امريكا وفرنسا وتركيا وقطر والسعودية وغيرها من الدول للدخول بقوة على خط العمل الاجرامي الارهابي في الساحة السورية.
يضيف التقرير الاستخباري أن حالة الفوضى والملاحقة المستمرة للمجموعات الاهابية من جانب قوى الامن السوري، وفرت الثغرات المناسبة لتسلل فرق وخلايا استخبارية من عدة دول بينها اسرائيل، وعناصرها من جنسيات مختلفة، اسلامية وعربية لضمان السرية في اعمالهم في حال سقوطهم. ان هؤلاء يقومون بتنفيذ عمليات ارهابية ضد أهداف استراتيجية سورية مختارة في منطق مختلفة من سوريا.
يقول التقرير أن تلك الفرق والخلايا الارهابية التي تشارك فيها وتشرف عليها اسرائيل أوكلت اليها مهمة استهداف خبراء في مجال التصنيع العسكري والمشرفين على برامج تطوير الصناعات العسكرية السورية السرية بتعاون وتنسيق مع أجهزة استخبارية في المنطقة سعودية وقطرية وتركية وغيرها، وتشارك عصابات ما يسمى بالجيش السوري الحر وضباط منشقين في تنفيذ هذه العمليات الارهابية، ولهذا السبب تتناقل وسائل الاعلام بين الحين والاخر انباء عن استهداف خبراء وعلماء في جامعات سورية، اضافة الى موظفين كبار في دوائر رسمية سورية، عبر عمليات تصفية دقيقة، فهي تتم في مناطق لا تشهد انفجارات او اشتباكات او عمليات قصف لمواقع، وانما هي عمليات اغتيال تنفذ داخل مكاتب ومنازل هذه الشخصيات المستهدفة، التي تعتبر مجهولة للمواطن السوري العادي، وحتى لتلك العصابات الاجرامية، التي تنفذ هذه المهمة القذرة بتعليمات من أجهزة اسرائيل الامنية واسناد قطري سعودي تركي.
ان اهدافا سقطت من بنك الاهداف الذي حددته اسرائيل بالتعاون مع عدد من الجهات والدول، على ايدي فرق استخبارية تم تشكيلها لهذا الغرض تتلقى الحماية والدعم من العصابات الارهابية وداعميها، دون الحاجة الى عمليات عسكرية ملفتة، قد تكون احيانا خاسرة. ويكشف التقرير ان اسرائيل تسابق الزمن من أجل استهداف المزيد من الاهداف ، خشية أن تتجه الاوضاع في سورية الى حلول دبلوماسية، تعود دمشق بعدها الى استعادة عافيتها، وما كانت عليه من استقرار يؤدي الى سد الثغرات التي تستغلها تل ابيب حاليا في تسلل الفرق الاستخبارية، وبالتالي، تكثف اجهزة الامن الاسرائيلية المهام الموكلة الى هذه الفرق والخلايا، لانجاز اكبر قدر ممكن من المكاسب أي الاغتيالات والتدمير، قبل أن تسد الثغرات التي اتاحت لها التسلل.

ـ أسلحة متطورة وتحشيد واسع ـ 

في الفترة الاخيرة، بدأت العمليات الارهابية التي تشرف عليها اسرائيل تأخذ شكلا مختلفا، واصبحت هناك هجمات يحشد لها عدد كبير من الارهابيين الذين توفرهم قطر والسعودية ومراكز التدريب الاسرائيلية والتركية، وتستخدم فيها صواريخ متطورة لانجاز المهام وتحقيق المزيد من الدمار للاهداف التي تختارها أجهزة أمن اسرائيل.
ويضيف التقرير أن بين الاهداف التي تلاحقها الفرق الارهابية، قواعد الدفاع الجوي، وقواعد أنظمة الرادارات المتطورة، لقصفها بقذائف توجه بالليزر، وهي قذائف اسرائيلية وامريكية الصنع، وبدأ استخدامها مؤخرا لاول مرة ضد الجيش السوري.
لقد نجحت سوريا خلال السنوات الماضية في امتلاك رادارات متطورة ومحطات رصد مبكر متقدمة، وتغطي مساحات واسعة من البلدات المحيطة بسوريا، وتغطي اسرائيل بالكامل، ومساحات واسعة في السعودية وغيرها من الدول المحيطة، وهي تغطية قادرة على الوصول الى مناطق بعيدة، وترى فيها اسرائيل خطرا عليها في اية مواجهة قد تندلع على سوريا، وتحديدا هي خطر على الطائرات الاسرائيلية، وأكبر مثال يؤكد هذا الخطر والتهديد هو اسقاط الطائرة التركية من قبل انظمة الدفاع الجوي السوري.

ـ استهداف المحطات الجوية .. تمهيد لغزو اجرامي ـ 

وفي دمشق تدرك القيادة السورية أنه من خلال الاستهداف المتكرر للمواقع الاستراتيجية والدفاعات الجوية، ان هناك خططا عدوانية تمهد لاستهداف جوي قادم، من خلال استهداف الرادارات السورية المتطورة، ولا يستبعد التقرير الاستخباري، ان تستخدم في ذلك قواعد عسكرية مقامة في دول محيطة بسوريا، لتشكل نقطة انطلاق لضرب القوة العسكرية للشعب السوري، وليس عبر طلعات جوية من الجو وحاملات الطائرات الامريكية، او من خلال القواعد الجوية الامريكية.
ويعترف التقرير الاستخباري أن اسرائيل ومعها دول عدة تسعى منذ سنوات لتدمير القوة الدفاعية الجوية السورية، وهذا ما يفسر عمليات جس نبض الدفاعات الجوية السورية، فسوريا تملك دفاعات جوية متطورة للغاية واسقاط الطائرة التركية، حسمت اية شكوك في ذلك، وأن كل طائرة تطير في سماء اسرائيل يتم اكتشافها على اجهزة الرادار السورية، واسرائيل، تعمل بكل الوسائل لمعرفة مدى قدرة ودقة محطات الرادار السورية للتغلب على التشويش الذي يستخدم حاليا في سلاح الجو الاسرائيلي للهروب من الدفاعات السورية.