2025-05-25 01:01 م

الرئيس كان موفقا في اختيار توقيت الذهاب الى الامم المتحدة واوباما يستعد لافتتاح الموسم التفاوضي

2012-12-09
القدس/المنــار/ ترى دوائر سياسية مختصة في شؤون الشرق الاوسط أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس نجح في اختيار توقيت الذهاب الى الامم المتحدة لانتزاع قرار دولي يعترف بفلسطين دولة مراقب تحت الاحتلال الاسرائيلي، وهذا القرار له تبعاته وتأثيراته وانعكاساته على المسيرة الفلسطينية، ويشكل نجاحا واضحا تحققه القيادة الفلسطينية التي أدارت ظهرها لكل التهديدات والتحذيرات التي انطلقت من عواصم المال والسياسة والقوة.
هذه الخطوة دفعت أصدقاء اسرائيل الى تحذيرها من كسر أدوات التعاطي والتعامل مع الفلسطينيين، وعدم ارتكاب مزيد من الاخطاء قد تنعكس سلبا على القيادة الاسرائيلية التي ستتولى زمام الامور بعد ظهور نتائج الانتخابات ، ودعت الدول الصديقة لاسرائيل، تل أبيب الى الاستعداد للمرحلة المقبلة بشكل عقلاني والابتعاد عن "الحماقات"، خاصة وأن بنيامين نتنياهو لم يأخذ بنصائح مستشاريه والوزراء المعتدلين في حكومته، والتي تدعوه الى عدم اطالة فترة الجمود في العملية السلمية والابقاء على عجلة السلام دائرة، حيث رفض نتنياهو تبني اقتراحات وافكار للحل مع الفلسطينيين ، كان ثد تقدم بها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك حول حلول انتقالية والان قد انتهى التصويت على الطلب الفلسطيني في الامم المتحدة وتراجعت الاحتفالات في الساحة الفلسطينية، وتراجعت حدة التصريحات الاسرائيلية والغضب الذي اعتبره البعض "مبررا" في موسم انتخابي، فان المرحلة القادمة ستكون مليئة بالجهود من أجل استئناف المفاوضات .. وسيجد نتنياهو نفسه في حال فوزه مضطرا لدخول هذا الباب مستفيدا من دروس الخطوة الفلسطينية في الامم المتحدة، هذه الخطوة التي جاءت على خلفية الجمود في عملية السلام، مما دفع الرئيس محمود عباس الى استغلال ذلك، والتقدم بالطلب الفلسطيني، وهذا جعل اصدقاء اسرائيل يقفون عاجزين أمام هذه الخطوة التي اثارت غضب نتنياهو، وأغلقت الابواب في وجه الانتقادات للسلطة الفلسطينية.
مسؤول دبلوماسي امريكي رفيع المستوى ذكر لـ (المنــار) أن محمود عباس كان موفقا في اختياره لموعد ايصال الطلب الفلسطيني الى الامم المتحدة والتصويت على الاعتراف بدولة فلسطينية مراقب في الهيئة الدولية، ووصف الدبلوماسي الامريكي هذه الخطوة بأنها تساند وتدعم الطرف الفلسطيني في موسم المفاوضات القادم، الذي ستفتتحه ادارة الرئيس الامريكي في الاشهر الاولى من العام 2013، وفور الانتهاء من اختيار اوباما لاعضاء فريقه للاربع سنوات القادمة.
ويرى الدبلوماسي الامريكي أن موسم المفاوضات سيفتتح بطرح "خارطة طريق" امريكية متكاملة تخرج السلام من حالة الجمود التي تخيم عليه منذ سنوات،لكن، واشنطن في نفس الوقت لن ترفع سقف التوقعات غير أنها ستأخذ في الحسبان الواقع القائم في الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، ولن تكون هناك شروط مسبقة من جانب اي طرف من الطرفين بل سيعتمد على خطوات تبادلية بين الجانبين.
ووصف الدبلوماسي الامريكي أن قرار عباس بعدم استباق الانتخابات الامريكية، بخطوة محرجة لادارة اوباما بانها خطوة حكيمة، وأن الرئيس الامريكي على الرغم من وقوفه الى جانب اسرائيل في الجمعية العامة، واعتقاده بأن خطوة الفلسطينيين الاحادية الجانب غير مجدية ولن تغير الواقع على الارض، الا أنه يتفهم دوافع القيادة الفلسطينية، وحقيقة الصعوبات الداخلية التي تواجهها جراء استمرار الجمود في عملية السلام، وعدم قدرتها على تسويق افق سياسي للمواطن الفلسطيني في ظل التسويق لافكار متناقضة للموقف الفلسطيني المعتدل، من جانب حكم حركة حماس في غزة، الذي بات يهدد قواعد القيادة الفلسطينية في رام الله، اضافة الى مواقف قيادات في السلطة رافضة لتوجه الرئيس عباس الى الامم المتحدة، غير أن الرئيس الفلسطيني لم يلتفت الى هذه المواقف، ومضى الى نيويورك حيث الجمعية العامة، وحقق مكسبا دوليا للطلب الذي تقدم به.
وكشف المسؤول الامريكي عن أن الاسابيع المقبلة سوف تشهد طرح أفكار وصيغ لاستئناف المفاوضات، تدعمها رغبة امريكية لاطلاق عملية السلام بوتيرة متصاعدة بدون تسرع. ويضيف المسؤول الامريكي أن نتنياهو يدرك هذا التوجه من جانب الولايات المتحدة وحقيقة ان ادارة اوباما اتخذت قرارا بتكثيف العمل لاطلاق عملية السلام، والرئيس الامريكي سيجد بعض الوقت للالتفات الى الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، رغم انشغاله في مسائل شرق اوسطية، وانشغاله ايضا في متابعة سياسته الداخلية، ولهذا السبب يرغب نتنياهو وفي حال فوزه في الانتخابات أن يخرج بائتلاف عريض، وفي نفس الوقت أن يكون ائتلافه مريحا يسمح له بالمناورة الناجحة وصد الضغوط، ومواصلة المماطلة في اتخاذ القرارات وحسم القضايا.