2025-05-24 01:47 ص

اسرائيل وامريكا ودول عربية تقف وراء الازمة المالية في الساحة الفلسطينية

2012-12-27
القدس/المنــار/ الأزمة المالية الصعبة التي تعاني منها السلطة الفلسطينية وتنعكس اثارها بجدية على الشارع الفلسطيني، تأتي في اطار الضغوط الممارسة على القيادة الفلسطينية، وتشارك فيها اسرائيل والولايات المتحدة ودول عربية، دون تجاهل سوء البرنامج والاداء الاقتصادي للحكومة.
هذه الازمة مرتبطة بعوامل عديدة ولها اسبابها الكثير وجميعها تصب في قناة الضغوط الهائلة التي يتعرض لها الرئيس محمود عباس، فالازمة مرتبطة باسباب وعوامل سياسية، ورد فعل على خطوات فلسطينية متخذه. فاسرائيل تضغط بشدة ولها اسبابها، وكلنا نعرفها جيدا، ولكن، الازمة المالية اياها تتعلق ايضا برغبة بعض الاطراف في اقناع السلطة "بالتعامل الايجابي والتعاون" في بعض الملفات الساخنة في المنطقة، وتدرك القيادة الفلسطينية أن اعادة الحياة الى الخزينة المالبية يتطلب تعاملها الايجابي مع تلك الملفات حسب مفهوم الاطراف التي تعرقل وصول الاموال الى الخزينة، وتدرك القيادة الفلسطينية ايضا أن المطلوب لضخ الاموال ليست لقاءات تستضيفها رام الله لمسؤولين عرب، أو اجتماعات في مشيخة قطر، وانما قرارات للتنفيذ من الدول العربية التي ما زالت تماطل في تحويل الاموال التي وعدت بها، وهذه الصورة التشاؤمية السوداء في الوضع المالي أدركتها القيادة الفلسطينية لدى توجهها الى الهيئة الدولية عبر لقاءات مع المسؤولين الامريكان والعرب في المنطقة وفي نيويورك حيث تعرض الرئيس عباس لضغوطات وصلت حد التهديد.
وبعد تجاوز موضوع الامم المتحدة والانتصار السياسي الذي حققته القيادة الفلسطينية، هناك حالة انتظار عربي ومحاولة لتضييع الوقت والمماطلة في تنفيذ قرارات التحويل المالي بتنسيق مع اسرائيل وضمن خطة امريكية تهدف الى تهيئة الساحة الفلسطينية لما سيطرح عليها قريبا من افكار لاعادة استئناف التفاوض، وايضا تأتي هذه المماطلة والضغوط في اطار الرغبة الامريكية في تهيئة الاجواء المناسبة لحل بعض القضايا الشائكة التي تتعلق بالمحيط العربي وهي المرتبطة بقضية الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، لذلك الخزينة الفلسطينية لن تنتعش بزيارات المسؤولين العرب لرام الله أو تلويح هذا المسؤول أو ذاك بشبكات الدعم المالي، فالانفراج المالي مرتبط بمدى استجابة القيادة لكثير من العروض المطروحة عليها، وهي عروض ترفضها القيادة الفلسطينية المدركة بأن مفتاح حل الازمة المالية موجود على طاولة المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، وعلى طاولات مسؤولين عرب ينتظرون الاثمان من القيادة الفلسطينية المتمسكة بثوابت شعبها.