2024-11-30 02:37 م

هل سيكون خطاب النصر في "دير الزور" ؟؟

2017-09-05
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
اليوم تتجه سورية نحو نافذة النصر والحسم، لتبعث برسائلها المبشرة بالخير والسلام والأمان، لمدينة دير الزور التي صنعت من صلابتها وعزيمتها عنواناً بارزاً سيتحدث عنها التاريخ والأجيال على مر الزمن وهي تقاوم بما أتيح لها من قوة واستطاعت أن تصمد في وجه الجهاديين، فتنظيم داعش يواجه هذه الأيام إنكساراً كبيراً هو الأشد منذ دخوله سورية في إشارة واضحة على تراجع قوته، وعلى خطى هذا الإنكسار ستتمكن دير الزور من الالتحاق بركب النصر والتحرر، وهو ما يسعى لأجله الجيش السوري خلال الأيام القليلة القادمة. في إنتصار جديد للجيش السوري خلال معركته ضد تنظيم داعش الإرهابي، يتحرك الجيش بسرعة وثبات نحو مركز الجهاديين في دير الزور الذي لم يبقى أمامه سوى 3 كم لدخول المدينة وإستعادتها من قبضة التنظيم، وقد مهد تحرير منطقة البادية والقرى المجاورة لها- الواقعة شرق وسط سورية وعلى الحدود العراقية مثل التنف- الطريق للجيش السوري للتقدم نحو فك حصار وتحرير دير الزور، كونها غنية بالنفط، ولتواجد مطار عسكرى كبير بها، هذا بالإضافة إلى القوة العسكرية المحاصرة من قبل داعش بها منذ أن بدأت الحرب على سورية، وتعتبر دير الزور مورد داعش الأول للنفط، والذى يعتمدون عليه فى التمويل، ونهاية تنظيم داعش هناك، يعني نهايته الفعلية في سورية بعد أن أصبحت أغلب آبار النفط تحت سيطرة الجيش السوري. الواضح من سلسلة الهزائم التى مني بها تنظيم داعش وأخواته من جماعات الإرهاب، إن هذا العام يمكن ان يكون عاماً مصيرياً بالنسبة لداعش، يتحقق فيه كسر وهزيمة التنظيم وانحسار وجوده في سورية، وتمثل هزيمة داعش في دير الزور ضربة كبرى للتنظيم المتشدد الذي يخسر أيضا أراضي في قاعدة عملياته في مدينة الرقة التي خطط منها لهجمات إرهابية داخل وخارج سورية، هذا وبعد الهزيمة التي لحقت بالتنظيم أفادت مصادر عسكرية بأن غالبية قادة تنظيم داعش، هربوا مع أسرهم ومعهم ملفات مهمة تضم أسماء قادة التنظيم، وبذلك بدأت تظهر الحقيقة للعيان بأن داعش وحدها لم تكن تستطيع أن تحقق أي تقدم أو أي إنتصار لو لم تتحالف معها قوى أخرى عديدة، ومن ناحية أخرى يستعد الجيش السوري وحلفاؤه لدخول كافة الأماكن التي تطلق منها النيران ليقوم بعملية تمشيط واسعة لتطهير كل شبر من سورية من جيوب الجهاديين الذين يحاولون بث الذعر في قلوب المدنيين عبر تنفيذهم مجازر وتفجيرات في كل مكان يكونون فيه. في سياق متصل باتت حرب قوات الجيش السوري وحلفاؤه واضحة ومحسومة النتيجة، خاصة بعد نجاحها في تحرير عدد كبير من المناطق، ويبدو أن ساعة الصفر لتحرير المناطق الأخرى قد حان موعدها، فاليوم بشائر النصر تطل من مدينة دير الزور وأريافها وهو أمر متوقع وسيستمر ولن يتوقف عند حدود معينة، وهو أمر رهن الميدان والقدرات لدى الجيش السوري، في هذا الإطار وصل الجيش السوري أطراف مدينة دير الزور من الجهة الشمالية ودخل اللواء 137 المحاصر من قبل داعش، كما سيطر على حقل الخراطة النفطي وبهذه السيطرة بات الجيش وحلفاؤه على مقربة من المدينة ما يؤشر إلى مرحلة مفصلية سوف يشهدها الميدان السوري هذه الأيام. وفي الوقت الذي تأتي فيه أخبار بشائر النصر من دير الزور وإقتراب موعد حسمها من أيدي المجموعات المسلحة تأتي فيه أيضاً أخبار سارة عن فرض وحدات من الجيش السوري من فرض سيطرتها على مناطق في محافظة حماة بعد القضاء على آخر تجمعات داعش فيها، وبالتالي فإن عمليات تحرير هذه المناطق اعكست بشكل واضح مدى خبرة وكفاءة قوات الجيش السوري العسكرية والتكتيكية، ومدى إصراره على دحر أعداء سورية وشعبها من المرتزقة والعملاء، لذلك فإن جيشنا السوري يحقق إنتصارات قوية على أرض الواقع، وبالتالي فإن هذه الإنتصارات والهجوم الذي ينفذه الجيش هو بمثابة بارقة أمل لإقتلاع جذور الإرهاب التى تجتاح بلدنا الكبير "سورية". مجملاً... إن دير الزور ما بين إنتصار وإنتصار، وأن داعش والقوى المتطرفة الأخرى خُدعوا حين أعتقدوا أن هذه المدينة سهلة...بل كان العكس تماماً فداعش وأخواتها اليوم مصدومة ومرعوبة من قوة وشراسة الجيش السوري التي قضت على آمالهم وحولتها الى كابوس مفزع، وبإخصار شديد لقد انتصرت سورية، وانتصر من راهن على شعب سورية، أما من راهن على داعش فلا عزاء له، وما عليه إلا البحث عن سلم للنزول من على الشجرة التي ورط نفسه بالصعود إليها نتيجه الاندفاع اللامحسوب ، كل ذلك يؤكد بان دير الزور اليوم ترسم ملامح العزة والكرامة رغم كل المؤامرات التي تحاك ضده،ا وأن خطاب النصر النهائي الذي سيعلنه القائد العام للجيش والقوات المسلحة بات قريباً، وأن معارك داعش باتت نهايتها قريبة على اقل تقدير في سورية.
Khaym1979@yahoo.com