ويرى هؤلاء الخبراء في دراسة اطلعت عليها (المنــار) أن هذا التعاون هو تواصل واستمرار لما كان من تعاون وتنسيق في ظل الانظمة العربية السابقة، لكن، بوجوه جديدة، وفي اطار ما تحدث به الرئيس الامريكي باراك اوباما في ولايته الاولى من "تصالح" مع العالم الاسلامي ورغبة في نشر "الديمقراطية الغربية" بالوسائل غير العسكرية.
فما يجري اليوم كما جاء في الدراسة المذكورة هو ترجمة لما تطلع اليه اوباما في خطابه الشهير في القاهرة في بداية ولايته الاولى، وهو تحالف تصالح مع ما أسماه بالاسلام السياسي المعتدل لمواجهة الاسلام المتطرف الذي يتعرض لمصالح الغرب واسرائيل.
وخطاب القاهرة كان اعلانا امريكيا صريحا حول رغبة الولايات المتحدة باعادة ترتيب المنطقة بأدوات محلية، وبشكل صريح مريح لمواجهة ايران وما تسميه واشنطن بـ "محور الشر"، فتلك الرياح التي هبت على المنطقة العربية لم تكن "رياحا محلية" خالصة، كما يحاول البعض تصويرها، وانما سبقتها وتزامنت معها اتصالات امريكية مع مفاصل الاسلام السياسي المعتدل في العالم العربي، كان هدفها امريكيا البحث مع تلك الاطراف الاسلامية المعتدلة مع "العوامل والمصالح المشتركة" للتأسيس المتين لمرحلة قادمة من التعاون.
ويقول التقرير : يحاول البعض أن ينعى مصطلح المعسكر العربي المعتدل والحقيقة أن هذا المصطلح ما زال قائما ولم يتغير بل عمل من ابتكروه في السابق لمعسكر يواجه محور الشر على استبداله بمصطلح جديد هو المعسكر الاسلامي المعتدل، وهو في النهاية معسكر قائم على نفس القواعد والارضية وهي ارضية التعاون مع الغرب والولايات المتحدة ، بشكل خاص في اطار الرغبة للاستمرار في الحكم ولأن المعسكر الجديد متعطش للحكم وادارة شؤون البلاد ، فان العائد للدول الغربية وامريكا سيكون أكبر من العائد الذي كان من أصحاب المعسكر بغلافه القديم.
وحول امكانية لجوء الولايات المتحدة الى استخدام القوة العسكرية بشكل واضح لمواصلة تطبيق الرؤية الامريكية للشرق الاوسط الجديد فان الخبراء في دراستهم يرون أن اوباما لن يعمل على استخدام الخيارات العسكرية بالشكل الانفرادي، بل هو يفضل أن يكون هناك اجماعا ما محدودا أو واسعا لأي تدخل عسكري ، وهو لا يرغب في حلول عسكرية انفرادية، كما أنه يعتبر الخيارات العسكرية آخر الخيارات المطروحة على مائدة اتخاذ القرار الامريكي.