2024-11-30 12:38 م

هل يلقي "بارزاني" مصير قاضي محمد رئيس أول جمهورية كردية في مهاباد الإيرانية؟

2017-09-30
عنتر عبداللطيف
"يا أبنائي وإخوتي الأعزاء يا إخوتي الذين هضمت حقوقهم  يا شعبي المظلوم، ها أنا ذا في اللحظات الأخيرة من حياتي، أقدم لكم بعض نصائحي تعالوا أناشدكم بالله أن لا يبغي بعضكم على بعض.. توحدوا وتعاضدوا.. اثبتوا أمام عدوكم.. لا تبيعوا أنفسكم لعدوكم بثمن بخس.. وإنَّ تودّدَ عدوكم لكم محدود، وينتهي حين تتحقق أهدافه.. فهو لا يرحمكم أبدا، ومتى وجد الفرصة واستنفدت أغراضه، فانه ينتقم منكم لا محالة ولا يعفو عنكم ولا يرحم إن أعداء الكورد كثيرون، هم ظلمة، مستبدون ولا يرحمون وعلامة وطريق نصر أي شعب أو امة، يكمن في وحدتهم وإتحادهم، وكذلك في المناصرة، وإلا فهم يرزحون تحت وطأة المتجبرين".. بهذه الكلمات من وصية طويلة اختتم قاضى محمد، رئيس أول جمهورية كردية فى مهاباد الإيرانية حياته قبل إعدامه.
لا يعرف كثيرون اسم قاضى محمد، لكن اسم مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، أصبح ليس بغريب على الأسماع هذه الأيام بعد مطالبته بالانفصال عن العراق فى استفتاء وافق عليه الأكراد بأغلبية ساحقة، ما دعا البعض بالقول إن "بارزانى" يسير على طريق قاضى محمد، رغم اختلاف الظرف التاريخى والأوضاع السياسية بالمنطقة.
تأسست جمهورية مهاباد سنة 1946 ولم تدم أكثر من 11 شهرا في أقصى شمال غرب إيران حول مدينة مهاباد التي كانت عاصمتها مدعومة من الاتحاد السوفيتى وقتها  كجمهورية كردية.
ظهرت جمهورية مهاباد نتيجة للأزمة الإيرانية الناشئة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية حين توغلت قوات الاتحاد السوفيتي في جزء من الأراضي الإيرانية رغم أن إيران أعلنت الحياد أثناء الحرب العالمية الثانية.
قال جوزيف ستالين، وقتها والذى كان يطمح إلى توسيع نفوذ الاتحاد السوفيتي بصورة غير مباشرة عن طريق إقامة كيانات موالية له إن شاه إيران رضا بهلوي، كان متعاطفا مع أدولف هتلر، ونتيجة لهذا التوغل، هرب رضا بهلوي، إلى المنفى وتم تنصيب ابنه محمد رضا بهلوي، في مكانه ولكن الجيش السوفييتي استمر بالتوغل بعد أن كان يسيطر على بعض المناطق شمال إيران.
أعلن قاضي محمد، مع مصطفى البارزاني، والد مسعود بارازانى، جمهورية مهاباد في 22 يناير 1946 مستغلا توغل السوفييت فى الأراضى الإيرانية.
لم ييأس الشاه ومارس ضغوطا على الولايات المتحدة التي ضغطت بدورها على الاتحاد السوفيتي التى سحبت جنودها من الأراضي الإيرانية، وقامت الحكومة الإيرانية بإسقاط جمهورية مهاباد بعد 11 شهرا من إعلانها.
في 31 مارس 1947 تم إعدام قاضي محمد، في ساحة عامة في مدينة مهاباد وانسحب مصطفى البارزاني مع مجموعة من مقاتليه من المنطقة، وبذلك فشلت أولى محاولات الأكراد فى تأسيس دولة لهم.
كان مسعود بارزاني، دعا الحكومة المركزية في بغداد للمشاركة فيما أسماه "حوار جاد بدلا من تهديد"، حكومة كردستان العراق بعقوبات وفق قوله.
وأكد "بارزاني": "قد نواجه صعوبات ولكننا سننتصر"، ودعا القوى الدولية إلى "احترام إرادة الملايين" الذين صوتوا في الاستفتاء.
فيما أمهلت الحكومة العراقية، "برزاني"، 3 أيام لتسليم مطاراته وإلا واجه حظرا جويا وذلك بعد الاستفتاء على انفصال الإقليم عن دولة العراق الأم.