2024-11-30 12:42 م

تصاعد الغضب البريطاني ضد السعودية

2017-10-01
استمراراً لحالة الغضب المتزايد في الأوساط السياسية والشعبية في عدد من الدول الأوروبية وهيئات حقوقية دولية ضد انتهاكات السعودية في اليمن، دعا عدد من نجوم السينما والموسيقى والكتاب البريطانيين حكومة بلادهم إلى حظر بيع الأسلحة إلى السعودية التي اعتبروها "المسؤولة عن معاناة لا يمكن وصفها في اليمن".

وتأتي هذه الدعوات بعد أيام من تصريحات جيرمي كوربن زعيم حزب العمال البريطاني خلال افتتاح المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني، بحضور ما يقرب من 13 ألف شخص، التي أكد خلالها أنه لا يمكن الصمت على الحرب الوحشية التي تشنها السعودية على اليمن في الوقت الذي تستمر حكومة بريطانيا في تزويد السعودية بالأسلحة، "كما لا يمكننا الصمت على تقويض الديمقراطية في مصر وفي البحرين".

وذكرت صحيفة جارديان البريطانية أن نجوم السينما والكتاب البريطانيين وجّهوا رسالة مفتوحة بالتنسيق مع منظمة أوكسفام الإغاثية تتهم فيها الحكومة البريطانية بـ "ازدواجية المعايير" في تعاملها مع اليمن قائلين إن هذه الازدواجية في "أسوأ مأساة إنسانية يشهدها العالم".

وقالوا في رسالتهم "حتى عندما ترسل المملكة المتحدة مساعدات إلى اليمن، فإن القنابل البريطانية الصنع تؤجج الصراع هناك".

وأوضحت "الجارديان" أن من بين المنضمين إلى تلك المطالب وشاركوا في توقيع الرسالة بيل نيغي وايان ماكوان وكولد بلاي والممثل سيمون بيغ والمصور رانكين والكاتب فيليب بولمان وديفيد نيكولز.

وقالوا في الرسالة التي سبق ونشرتها أوبزيرفر "كما نفخر بكوننا بريطانيين فلم يعد بوسعنا البقاء صامتين تجاه المعايير المزدوجة لحكومتنا في اليمن. وحتى عندما ترسل المملكة المتحدة مساعدات إلى اليمن فإن القنابل البريطانية الصنع تؤجج الصراع هناك، ونحن فخورون جداً ببلدنا ونحن أفضل من ذلك".

ووفق الصحيفة فإنه منذ بدء التحالف العربي -الذي تقوده السعودية في اليمن- باعت بريطانيا أسلحة إلى الرياض تبلغ قيمتها نحو 4 مليارات جنيه إسترليني.

وفى الشهر الماضي، وقع وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون اتفاقاً جديداً للتعاون العسكري والأمني مع المملكة السعودية.

واتهمت العديد من المنظمات الحقوقية التابعة لـ الأمم المتحدة وسياسيون التحالفَ بانتهاك حقوق الإنسان باستهدافه المدنيين في اليمن.

ووافق مجلس حقوق الإنسان الأممي على تعيين مجموعة من الخبراء للتحقيق في تلك الانتهاكات. وطالبت بعض الدول بإجراء تحقيق دولي مستقل كامل، إلا أن السعودية عرقلت ذلك الأمر مهددة باستخدام السلاح الاقتصادي.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت تقريراً نهاية الأسبوع الماضي أكدت فيه أن أن السعودية وحلفاءها يحاولون مقاومة الجهود المتجددة لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تدعمها الأمم المتحدة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.

وأشارت إلى أن المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد بن الحسين، كان قد دعا إلى فتح تحقيق مستقل، وكذلك المنظمات الحقوقية اليمنية والدولية، إلا أن السعودية وحلفاءها عارضوا هذا الأمر، واقترحوا أن تقوم الأمم المتحدة بإرسال خبراء بدلاً من ذلك للتعاون مع لجنة حقوق الإنسان اليمنية.

وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن حوالي ثلاثة أرباع مليون شخص في اليمن يعانون من الكوليرا حالياً وسط هذه المأساة. كما حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن العدد قد يتجاوز المليون بنهاية العام الحال، في وقت تهدد المجاعة مناطق كثيرة في البلاد

وتقول أوكسفام إن العديد من الأسر النازحة في اليمن أجبرت على الاختيار بين العلاج للكوليرا أو الغذاء "ومع عدم وجود أي شيء لديهم للبيع، والضعف نتيجة الجوع ونقص المياه النظيفة، فإنهم أكثر عرضة للكوليرا ويكافحون للحصول على العلاج. وتشير التقديرات إلى أن 45% فقط من المرافق الصحية في اليمن تعمل بكامل طاقتها بسبب الحرب".

ووفقاً للأمم المتحدة، فقد ارتفع عدد الأشخاص غير القادرين على الحصول على الرعاية الصحية بنسبة 76% منذ تصاعد النزاع. وقال نايجل تيمنز المدير الإنساني لأوكسفام "اليمن في أسوأ أزمة إنسانية عالمية، بل يزداد سوءاً فقد أوجدت أكثر من عامين من الحرب ظروفاً مثالية لتفشي المرض".