واستنادا الى مصادر واسعة الاطلاع فان هذا اللقاء المرتقب بشأن استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، ليس اللقاء الأول لهذا الغرض، حيث التقت شخصيات دولية رفيعة المستوى مع قيادات فلسطينية واسرائيلية قبل فترة وبحثت معها عملية استئناف المفاوضات، وكشفت مصادر مطلعة لـ (المنــار) أن مبعوثا اوروبيا خاصا التقى في الاسبوع الاول من الشهر الماضي مسؤولين فلسطينيين في عمان بشكل سري دون اعلان عن هذا اللقاء وتشاور المبعوث الاوروبي مع المسؤولين الفلسطينيين حول اقصر الطرق لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بدون شروط مسبقة.
وحسب دوائر دبلوماسية امريكية فان المبعوث الامريكي الذي سيلتقي القيادة الفلسطينية في عمان ، سيؤكد على قرار الرئيس الامريكي أهمية اطلاق جولات التفاوض دون شروط مسبقة، وأن صافرة اطلاق هذه الجولات تنتظر فقط تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة واتضاح الرؤية بعد الانتخابات في اسرائيل الاسبوع الاخير من الشهر الجاري.
وتضيف هذه الدوائر أن ديفيد هيل المبعوث الامريكي سيطلب من الفلسطينيين العمل على توفير الاجواء المناسبة واطلاق المفاوضات وعدم اطلاق اشتراطات مسبقة والتوقف عما اسمته بسياسة القاء العوائق في طريق عملية السلام، مع التأكيد على رفض الادارة الامريكية اية اجراءات اسرائيلية احادية الجانب فيما يتعلق بعمليات البناء الاستيطاني في القدس الشرقية والمواقع الاستيطانية التي لن تحتفظ بها اسرائيل في نهاية اي اتفاق دائم مع الفلسطينيين، وقللت هذه الدوائر من سقف توقعاتها حول المفاوضات التي توقعت أن تستأنف نهاية شهر شباط المقبل، ووصفت هذه الدوائر المسعى الامريكي والاوروبي لاطلاق المفاوضات وصولا الى حل ولو كان مؤقتا بأنها جهود جادة، وأن المطلوب من الطرفين الاسراع في الجلوس على طاولة المفاوضات بدون شروط وعدم القيام بخطوات أحادية الجانب، قد تدفع بالعلاقة بينهما الى مزيد من التوتر والتردي والى حالة من فقدان الثقة التام.
وشددت الدوائر ذاتها على أن المبعوث الامريكي ومساعديه سيؤكدون للقيادة الفلسطينية على أهمية بقاء الحياة في بعض القنوات التي ما زال فيها بعض الثقة بين الطرفين ، ومنع خروج الاوضاع الميدانية في الساحة الفلسطينية عن السيطرة، ووضع حد للشعارات التحريضية خشية جر العلاقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين الى دائرة جديدة من دوائر العنف.
وكشفت الدوائر عن أن الاسابيع المقبلة سوف تشهد اتصالات على أعلى المستويات مع أطراف عربية تؤمن واشنطن بأنها قادرة على التأثير ايجابيا في عملية المفاوضات التي تجري ترتيبات انطلاقها.