القدس/ المنــــار/ تستعد عجلة المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين للانطلاق بعد توقف طويل وحالة من الجمود الممل ترك اثارا سلبية خطيرة على المناصرين للحلول السياسية والدبلوماسية في الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، كم أن غياب الافق السياسي عمق حالة انعدام الثقة بين الطرفين.
ورغم الخطوات الاحادية الجانب التي تسابق الطرفان على القيام بها في فترة الجمود في العملية السياسية والتي توجها الفلسطينيون بالذهاب الى الامم المتحدة واسرائيل بخطوات استيطانية عقابية على التوجه الفلسطيني، تستعد اطراف دولية على رأسها الولايات المتحدة لاطلاق المفاوضات من جديد بين الطرفين المتصارعين بالتعاون مع جهات اقليمية هي الاردن ومصر الجديدة برئاسة محمد مرسي. وتقول مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى لـ (المنــــار) أن الفترة الاخيرة شهدت اتصالات بين الولايات المتحدة وعواصم اوروبية والقاهرة وعمان لتنسيق المواقف استعدادا لاطلاق عملية السلام من جديد، وتضيف المصادر أن هناك تنافسا واضحا بين القاهرة وعمان حول استضافة لقاء اطلاق قطار السلام، رغم أن المساعي المصرية في هذا المجال تبقى خجولة لعدم رغبة القيادة الجديدة التي تنتمي للاخوان في اثارة ردود فعل داخلية غاضبة حول هذا التنافس والاستضافة، لذلك تشير المصادر الى أن القاهرة قد تتنازل لعمان لاستضافة حفل اطلاق المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، لكن هذا لا يعني أن الدور المصري في هذه المسألة سيتراجع بل على العكس تماما، فالولايات المتحدة ترى أن الرئاسة المصرية الجديدة يمكنها أن تلعب دورا اساسيا في اقناع جهات اسلامية فلسطينية على الانخراط في العملية السياسية ويمكنها ان تساهم ايضا في توفير الاجواء المناسبة للمفاوضات. وترى الدوائر ذاتها أن ديفيد هيل المبعوث الامريكي الذي اعتاد زيارة المنطقة عشية اية خطوات تصالحية فلسطينية ولقاءه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان ومع مسؤولين اردنيين قبل ان يغادرها لزيارة القاهرة زار المنطقة لهدفين اساسيين مرتبطين ببعضهما البعض، فهو جاء الى المنطقة وجعبته فارغة من اية افكار او مقترحات لاطلاق عملية السلام فهو جاء للتأكيد على أن واشنطن تستعد لاطلاق هذه العملية وانها تعمل مع حلفائها لتوفير الارضية المناسبة لانطلاقة تفاوضية موفقة وأن لا تكون مساعي المصالحة الفلسطينية على حساب اطلاق المفاوضات وأن الاولوية في هذه المرحلة يجب أن تكون للعملية التفاوضية بين اسرائيل والفلسطينيين. وتؤكد دوائر شرق اوسطية أن القيادة الفلسطينية مهتمة باعادة تحريك عجلة السلام وفي نفس الوقت معنية باعادة احياء اتصالات المصالحة مع حماس وفي الجانب الاخر في القطاع هناك مصلحة مشابهة، فحماس تدرك أن الوقت اصبح مناسبا للقيام بمساعي لمد الخيوط وفتح القنوات مع اكبر عدد ممكن من الاطراف الاوروبية والغربية وتدرك ان عليها استغلال حالة وقف العنف على الحدود مع القطاع واجواء صعود الاسلام السياسي في المنطقة من اجل تحقيق هذا الهدف وهي في نفس الوقت تدرك أن عليها المشاركة في مساعي اطلاق المصالحة الفلسطينية، رغم عدم التأكد من حقيقة النوايا لدى الطرفين.
وبالعودة الى جهود اطلاق المفاوضات، ترى الدوائر الدبلوماسية أن حالة الانتظار التي شهدناها في التحرك الخارجي الامريكي والتي امتدت منذ عشية الانتخابات الامريكية وتنتظر وضوح الملامح النهائية للفريق الحاكم الجديد في واشنطن بالاضافة الى اقتراب السباق الانتخابي الاسرائيلي من الوصول الى محطته الاخيرة وانتهاء الفلسطينيين من افراغ ما في جعبتهم من خطوات احادية الجانب ووقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس في غزة ، جميع تلك العوامل التي شكلت "حالة الانتظار" توشك على الانتهاء والتلاشي التدريجي وان العملية السياسية سيعاد اطلاقها دون شروط مسبقة وعلى ارضية الخطوات المتبادلة لبناء الثقة بين الطرفين بالتزامن مع سير المفاوضات. ومن هنا تأتي التصريحات الاخيرة لمسؤولين كبار في عمان والقاهرة حول اهمية اطلاق عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.