وتضيف هذه المصادر أن الاشارات القادمة الى مكتب نتنياهو من الولايات المتحدة، تؤكد أن الحكومة القادمة في اسرائيل ستكون مضطرة للتعامل مع "اتفاق سياسي متواضع" مع الفلسطينيين لا يبحث المسائل الجوهرية الصعبة، أي اتفاق انتقالي بملامح "وهمية دائمة" ، أو على الاقل، سيكون على اسرائيل تخصيص الكثير من وقتها لادارة مفاوضات مع الفلسطينيين من أجل المفاوضات، لذلك، قد يقدم نتنياهو على تعيين تسيفي ليفني مسؤولة عن الاتصال مع الدول العربية ومع الفلسطينيين، فهو لن يكون قادرا في ظل حكومة يمينية ضيقة الحديث عن السلام أو حتى مجرد التفكير في ذلك.
وترى هذه المصادر أن نتنياهو وبناء على نصائح المقربين منه سيعيد فور انتخابه وبشكل علني ، وفي خطاب الفوز التاكيد على ما جاء في خطابه في جامعة بار ايلان كخطوة استباقية، تؤكد التزام حكومته بعملية السلام وحل الدولتين ، غير أن نتنياهو لا ينوي ترك الساحة التفاوضية لليفني بل سيعمل على ادارة الاتصالات مع الرئيس الفلسطيني بشكل شخصي مستعينا بمستشاره للمهام الخاصة اسحق مولخو .
وذكرت المصادر ذاتها ، أن شكل الحكومة وحساباتها وانعكاساتها على السياسة الاسرائيلية ستحددها في النهاية الارقام ، أي نتائج الانتخابات وعدد المقاعد التي ستحصل عليها كافة الاطراف، فكل مقعد زيادة له حساباته، لكن، لو استعان نتنياهو من جديد بوزير الدفاع ايهود باراك في ولايته الجديدة فانه لن يتمكن من اقناع الادارة الامريكية بجدية في ادارة مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين، خاصة وأن هذه المرة ، لن يكون هناك "اشبين" لاسرائيل داخل الادارة الامريكية كهيلاري كلينتون، التي ستغادر الخارجية، وفي ظل تعيين "هيجل" وزيرا للدفاع، وهذا سيضطره الى الاستعانة بتسيفي ليفني لتسهيل عمل حكومته أمام البيت الابيض ومحاولة ابعاد "الصبغة" اليمينية عنها.
وعلى أي حال تبقى صناديق الاقتراع هي التي ستحدد عناصر الصورة القادمة، خاصة اذا مل حملت مفاجآت سارة لنتنياهو وليبرمان وضربت فرص "نفتالي بينت" زعيم حزب "البيت اليهودي" في تحقيق انتصار مؤثر.